قال شهود إن الشرطة السودانية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين مناهضين للحكومة في منطقة فقيرة بشرق البلاد اليوم الإثنين مع استمرار اندلاع مظاهرات تؤججها الازمة الاقتصادية خارج العاصمة الخرطوم. وانتشرت مظاهرات صغيرة في أنحاء السودان منذ أكثر من أسبوع احتجاجا على خطوات خفض النفقات وتقليل دعم الوقود وإجراءات تقشف اخرى لسد عجز في الميزانية. وقال شاهدان لرويترز إن نحو 200 محتج احتشدوا في بلدة القضارف القريبة من الحدود مع اريتريا اليوم وهتفوا منددين بغلاء الاسعار ورددوا شعار "الشعب يريد إسقاط النظام." وخرجت الاحتجاجات الأوسع نطاقا في السودان يوم الجمعة في أحياء بالخرطوم واتسع نطاق المشاركين فيها الى جانب نشطين من الطلاب قادوا المظاهرات. ووصف الرئيس السوداني عمر حسن البشير المظاهرات أمس بأنها من أفعال مثيري اضطرابات لا يوافق معظم السودانيين على أهدافهم. ورغم الهدوء النسبي في العاصمة منذ حملة قمع أمنية يوم السبت استمر نشطون في محاولة استغلال الاستياء من الاقتصاد لبناء حركة أوسع نطاقا لانهاء حكم البشير الممتد منذ 23 عاما. وقال شاهد إن عددا من الطلاب في كلية الطب بجامعة الخرطوم حاولوا تنظيم مظاهرة في وسط المدينة اليوم لكن الوجود الأمني المكثف حال دون اكتساب الاحتجاج أي قوة دفع. وقال شهود إن الشرطة استخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع في وقت متأخر أمس الأحد لتفريق احتجاج في منطقة الجريف بشرق الخرطوم بعدما أغلق المتظاهرون طريقا رئيسيا وأحرقوا إطارات ورددوا هتافات تندد بغلاء الأسعار. وتضرر الاقتصاد السوداني -الذي يعاني بالفعل من سنوات الصراع وعقوبات تجارية أمريكية وسوء إدارة- من انفصال جنوب السودان المنتج للنفط قبل عام. واستحوذت الدولة الوليدة على نحو ثلاثة أرباع الناتج النفطي السوداني وكان النفط في السابق المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية والصادرات وموارد الدولة في السودان. وتسبب الانفصال في عجز متصاعد بالموازنة وضعف قيمة الجنيه السوداني وتضخم مرتفع في أسعار الغذاء والبضائع الأخرى التي يتم استيراد الكثير منها. وكان من المفترض أن يتوصل البلدان لاتفاق يقضي بأن يدفع جنوب السودان رسوما لتصدير نفطه عبر خطوط أنابيب السودان ومنشآت أخرى فيه لكن البلدين فشلا في التوصل لاتفاق. وأوقف جنوب السودان إنتاجه النفطي في يناير كانون الثاني بعدما بدأت الخرطوم في مصادرة بعض النفط الخام.