طهران، مدريد – «الحياة»، رويترز - اعتبر سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أمس، أن المواجهة التي تخوضها بلاده مع الغرب بسبب برنامجها النووي، هي «حربها الأخيرة»، مشيراً إلى أن طهران تنوي تأسيس «اتحاد في المنطقة» مشابه للاتحاد الأوروبي. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «أ ب ث» الإسبانية أن فنزويلا زوّدت إيران مقاتلة أميركية الصنع من طراز «إف - 16»، مشيرة إلى أن الأخيرة تستخدمها في «تجارب لاختبار رادارتها وإدراك قدراتها، في مواجهة هجوم محتمل قد تشنّه إسرائيل أو الولاياتالمتحدة» على منشآتها النووية. وتملك تل أبيب مقاتلات من طراز «إف - 15» و «إف - 16». وحصلت الصحيفة على معلوماتها من «جهاز استخبارات دولة ليست غربية»، لافتة إلى «تأكيد لها» من قائد في سلاح الجو الفنزويلي. وأضافت أن المقاتلة «فُكّكت ووُضعت في حاويات خشبية، أُدخلت طائرة من طراز بوينغ – 707» نقلتها إلى طهران حيث أُرسل طيارون فنزويليون لجمع المقاتلة مجدداً في قاعدة مهرأباد، وتدريب الإيرانيين على استخدامها. وكانت كراكاس اشترت من واشنطن عام 1983، سرباً (24) من هذه المقاتلات، لكن نصفها يعمل الآن، فيما بيع بعضها إلى دول أخرى، في انتهاك للاتفاق المبرم مع الأميركيين. ويبدل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز تلك المقاتلات بطائرات روسية الصنع من طراز «سوخوي». رضائي إلى ذلك، اعتبر رضائي أن «نظام الجمهورية الإسلامية هو الأول خلال السنوات المئتين الماضية، الذي لم يسمح باحتلال أراضٍ إيرانية». وتابع: «إن تمكنت إيران من جعل ثقافتها واقتصادها وسياستها، نموذجاً يُحتذى في المنطقة، فإن ذلك أخطر من آلاف القنابل النووية، بالنسبة إلى الغرب وأميركا». ورأى أن «الغرب ينوي أن يجرّب حظه مجدداً في المواجهة مع إيران»، مشيراً إلى «آليات لتحقيق النصر في المواجهة، أولها مواصلة صون الثورة، إذ في هذه المواجهة الجديدة يُعتبر مجلس الشورى (البرلمان) والحكومة والحرس الثوري، حراساً للثورة، لأن هذه المواجهة هي حربنا الأخيرة، فإن انتصرنا نتسلّق أرقى قمم المنطقة». وزاد رضائي، وهو قائد سابق ل «الحرس الثوري»: «إيران لا تنوي تنفيذ أي تدخل عسكري، وهي في صدد تشكيل اتحاد في المنطقة، لنتمكن من أن نفكّر ونخطط خارج نطاقنا الجغرافي، كما تشكّل الاتحاد الأوروبي». «الحرس» في غضون ذلك، أكد الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس»، أن بلاده «قادرة، بصواريخها الباليستية وبدقة كاملة، على تدمير كلّ الأهداف الثابتة والمتحركة والصواريخ الباليستية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مرات عدة». وأضاف: «نشكّ في وصول دول، مثل أميركا وروسيا، إلى هذا الإنجاز، في ما يتعلق بالصواريخ الفائقة السرعة، ولصواريخنا قدرة فائقة في التدمير، وتطاول المواقع الاستراتيجية للعدو ومصالحه الأخرى». وزاد أن القوات الفضائية التابعة للحرس لا تملك مخازن تكفي ل «الصواريخ المتدفقة عليها». وأشار سلامي إلى أن ل «الحرس الثوري فهماً ذكياً للتطورات الإقليمية والسيناريوات المحتملة للعدو»، مضيفاً: «أعددنا استراتيجية خاصة، نُسمّيها شعاع الردع، ونربط من خلالها كلّ المصالح والاستراتيجيات للعدو في المنطقة، لنسهّل التعامل معها إن نشبت حرب». أما الجنرال أمير علي حاجي زادة، قائد وحدة الطيران والفضاء في «الحرس»، فأشار إلى «وجود قواعد عسكرية عدة للقوى العظمى في الدول المجاورة لإيران»، معتبراً أن «هذه القواعد كانت تشكّل تهديداً لإيران سابقاً، لكنها تُعتبر الآن فرصة بالنسبة إليها». وفي ذكرى تأسيس «الحرس»، اعتبر قائد الدفاع المدني في إيران الجنرال غلام رضا جلالي أن «الحرس الثوري كان الورقة الرابحة للنظام في مواجهة التهديدات، وسبب مقاومته واستقراره ضد الغزوات». ودافع ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية لدى «الحرس» علي سعيدي عن انخراط «الحرس» في نشاطات اقتصادية ومصرفية، عازياً ذلك إلى «مسؤوليته التي لا تتجزأ في الحفاظ على الثورة». وتابع: «يشارك الحرس في مشاريع لا يستطيع القطاع الخاص تحمّلها مالياً، كما أن حلول الحرس مكان شركات فرنسية أو ألمانية يتماشى مع تأمين القيم الأساسية للثورة». أما الجنرال يد الله جواني، مستشار علي سعيدي، فأشار إلى أن «إنجازات الحرس على الصعيد الاقتصادي، وتعطيله مفعول الفتن والمؤامرات الأجنبية، ساهمت في جعله أفضل بديل للشركات الخارجية العملاقة». وأفادت وكالة «رويترز» بأن بيانات تتبع السفن أظهرت أن إيران وضعت أسماء جديدة باللغة الإنكليزية وغيّرت الأعلام التي ترفعها كثير من ناقلاتها النفطية التي تبحر اثنتان منها في اتجاه أوروبا، قبل أسبوع من سريان حظر فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد نفط من طهران.