ودّع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، كوادر حزبه قبل أن يغادره إلى رئاسة الجمهورية، في كلمة مؤثرة طويلة قوّم خلالها أداء الحزب خلال زعامته له، راسماً له طريقه في المستقبل. واعتبر أردوغان أن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم حقّق إنجازات وإصلاحات كثيرة، مشدداً على وجوب أن يتابع سياستيه الداخلية والخارجية، وأن يتجاهل أي اعتراض أو انتقاد لهما، سواء من وسائل إعلام أو أطراف سياسيين ودول. وقال: «دعوا القافلة تسير، الإنسان يموت مرة واحدة فقط». ورفع شعار «رابعة» مشيراً إلى أن «المصريين والفلسطينيين ينتظرون كثيراً من تركيا، وهذا يزيد من مسؤوليات الحزب ويثبّت قدميه على الطريق لئلا يحيد عنها». وحض كوادر الحزب على العمل في كل المحافظات «والاستعداد جيداً للانتخابات النيابية العام المقبل، من أجل تأمين غالبية تمكّن الحزب من صوغ دستور جديد يليق بتركيا جديدة». كما تمنى أردوغان أن تخرج إلى الساحة السياسية «معارضة جديدة تليق أيضاً بتركيا جديدة»، معتبراً أن المعارضة الحالية «أفلست تماماً». وتوعّد جماعة الداعية فتح الله غولن بأنه لن يرتاح حتى يحاسبهم فرداً فرداً على «خيانتهم» له ومحاولتهم إطاحة حكومته. وفي القسم المغلق من الاجتماع، طلب أردوغان من كوادر الحزب الاتفاق على اسم مرشح واحد لقيادة الحزب من بعده، رافضاً فكرة التصويت على عدد من المرشحين. وبذلك يفتح الباب أمام وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الذي ترفضه القيادات القديمة والبارزة في الحزب، لكن الغالبية العددية الموالية لرئيس الوزراء ستؤمن له الغطاء اللازم من أجل التوافق على اسمه. وكان قياديون في الحزب سرّبوا إلى وسائل إعلام نتيجة استطلاع للرأي أُعِدّ بسرية داخل الحزب، أظهر أن كوادر «العدالة والتنمية» وناخبيه يؤيدون بنسبة 80 في المئة عودة الرئيس عبدالله غل إلى الحزب وقيادته. وخاطب أردوغان مؤيدي عودة غل في الحزب والقياديين الذين سيخرجون من البرلمان في الانتخابات المقبلة، بسبب قانون داخلي يمنع خوض الانتخابات النيابية أكثر من 3 مرات، قائلاً: «أرجو ألا ينجرّ بعض رفاقنا إلى مَن يريد زرع الفتنة في ما بيننا وشقّ الحزب، وليعلم الجميع أن خدمة الحزب لا تكون فقط بالزعامة أو النيابة، وعلينا أن نترك أهواءنا الشخصية وطموحاتنا السياسية جانباً، من أجل مصلحة الحزب ووحدته وتماسكه».