كشفت لوائح مرشحي الأحزاب السياسية للانتخابات الاشتراعية المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل في تركيا، عن تغييرات مهمة في صفوف الحكومة والمعارضة على حد سواء. ففي لائحة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، التي انفرد زعيمه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في صوغها، تقدّم رجالُه المقرَّبون والمخلصون، من مستشارين سياسيين وإعلاميين وقانونيين، الى أصدقاء قدامى في العمل، ما دفع وسائل الإعلام التركية الى وصف لائحة الحزب ب «قائمة الأردوغانيين». وأفسح أردوغان المجالَ لوجوه شابة للمشاركة في الانتخابات، من تلك المتحمسة جداً لسياساته، كما لوحظ تصفية كلّ النواب المقرّبين من الرئيس عبد الله غل والامتناع عن إعادة ترشيحهم، في إشارة إلى إعادة ترتيب الحزب في شكل يصعّب عودة غل مستقبلاً إليه، لقيادته أو زعامته، اذا انتُخب أردوغان رئيساً. كما دفع أردوغان بأكثر مرشحيه شعبية الى محافظات الساحل في الغرب والجنوب، والتي فشل الحزب في الفوز فيها خلال السنوات الثماني التي حكم فيها تركيا حتى الآن. في المقابل، أجرى رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليشدار أوغلو، عمليةَ تصفيةٍ لرجال الرئيس السابق للحزب دنيز بايكال، ودعّم لوائح مرشحيه بكتل شابة جديدة أقرب الى يمين الوسط والمحافظين، في إشارة الى مغازلة هذا الحزب - الذي يُعتبر الوريثَ الشرعي لأتاتورك ومبادئه - للمتدينين، وفتح صفحة جديدة معهم، والاقتراب أكثر الى خط يسار الوسط. ولفت تودّد معظم الاحزاب للخط القريب من جماعة فتح الله غولان، المتهَمة بالسيطرة على مؤسستي الأمن والقضاء، وذلك على حساب جبهة العلويين والأكراد، التي كان «حزب المجتمع الديموقراطي» الكردي الأقرب لهما، من خلال مرشحيه المستقلين. على صعيد آخر، رشّح عدد من المتهمين في قضايا «الانقلابات» العسكرية وتنظيم «أرغينيكون» أنفسَهم بوصفهم مستقلين، وأبرزهم الصحافي تونجاي أوزكان، والمدير السابق للأمن حنفي أفجي، الذي كشف في كتاب نُشر أخيراً تنظيم جماعة فتح الله غولان، والجنرال المتقاعد تشتين دوغان، المتهم الأول في قضية انقلاب «المطرقة».