يصوّت الناخبون الأتراك غداً للمرة الأولى، لانتخاب رئيس للجمهورية بعد عقود اقتصر فيها هذا الأمر على البرلمان. ويأمل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بحسم المعركة من الدورة الأولى. وأظهر استطلاع للرأي أعدّه مركز «كوناد»، وهو أحد أهم المراكز وأكثرها دقة، أن أردوغان قد يحصد غداً 57 في المئة من الأصوات، في مقابل 34 في المئة لمرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو، ونحو 9 في المئة للمرشح الكردي صلاح الدين دميرطاش. وذكرت أوساط في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم أن أردوغان أعدّ خطاب النصر وحسم خياره في ما يتعلق بمن سيخلفه في زعامة الحزب، لكنه يتكتّم على اسمه، فيما بدأ اسم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو يتردد بقوة لتولي المنصب. مصدر في الحزب قال ل»الحياة» إن أردوغان قد يتعمّد أن ينهي جولاته الانتخابية اليوم في محافظة قونية وسط الأناضول التي ينتمي إليها داود أوغلو، ليودّع فيها الناخبين وهو يقف في الصورة إلى جانب وزير الخارجية، في إشارة قوية إلى أنه سيخلفه في زعامة الحزب. وأضاف أن مجموعة داخل الحزب ستسعى إلى إعداد مؤتمر موسع للحزب في 26 من الشهر الجاري، أي قبل يومين من موعد تنصيب الرئيس الجديد، من أجل انتخاب زعيم جديد للحزب بدل أردوغان. استعجال هذا الأمر هدفه قطع الطريق أمام عودة عبدالله غل إلى الحزب، إذ يكون في ذاك اليوم ما زال رئيساً للجمهورية، وذلك تحسباً لتحرّك اللوبي الداعم لغل داخل الحزب، بعد رحيل أردوغان وتوليه الرئاسة. لكن مصادر مقربة من الرئيس التركي أشارت إلى أن الأخير لا يعتزم التسرّع في اتخاذ أي قرار سياسي، مرجّحة أن ينتظر نتائج الانتخابات النيابية عام 2015، تحت قيادة الزعيم الجديد للحزب وإشراف أردوغان في الرئاسة. في غضون ذلك، اشتكى إحسان أوغلو ودميرطاش من «سلاطة لسان» أردوغان، إذ قال الأول: «لم أرَ في حياتي هذا الكم من السباب والقذف في حملة انتخابية في تركيا». وسأل: «لمَ كل ذلك ولماذا شخصنة التنافس السياسي»؟ أما المرشح الكردي فانتقد «لعب أردوغان على الورقة الطائفية، وقوله انه مسلم سنّي وفخور بهويته». وهذا تصريح دفع اتحاد جمعيات العلويين في تركيا إلى إعلان دعمها لإحسان أوغلو، منتقدة تصريحات أردوغان في هذا الصدد. وكان رئيس الوزراء أغضب الأرمن قبل يومين، حين اعتبر أن بعضهم حاول «إهانته بقوله إن أصوله أرمنية». إلى ذلك، أفتى رجل الدين قادر مصرلي أوغلو على شبكة تلفزة موالية لأردوغان، بأن «كل من لا يصوّت» لرئيس الوزراء يكون «إيمانه ضعيفاً»، معتبراً أن «على المسلم الحقيقي أن يطيع أردوغان، لأن منافسيه كفّار ومشكوك في إسلامهم». ودفع ذلك بعضهم للقول عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) «وصل إلى أنقرة وبدأ يشارك في الحملة الانتخابية لمصلحة أردوغان»!