بعد فوز حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بالانتخابات البلدية، تحوّلت الأنظار إلى انتخابات الرئاسة المرتقبة في آب (أغسطس) المقبل، وسط تكهنات بترشح رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للمنصب، ما قد يعيد الرئيس عبدالله غل إلى رئاسة الوزراء، فيما رجّحت المعارضة تقديم مرشح واحد، لتعزيز فرصه في الفوز. وكان نصر أردوغان في الاقتراع كشف أن الناخب التركي لم يتأثر كثيراً بتهم الفساد التي طاولت الحكومة ومقربين من رئيس الوزراء. وتوقّع بولنت أرينش، نائب رئيس الوزراء، أن يحسم مرشح حزب «العدالة والتنمية» الحاكم معركة انتخابات الرئاسة من الجولة الأولى، وأن ينال بسهولة أكثر من 50 في المئة من الأصوات في مواجهة أي مرشح. وفتح غل للمرة الأولى الباب أمام عودته إلى رئاسة الوزراء، في تعليق أثار نقاشاً لدى أوساط سياسية في تركيا، إذ قال إن «الوقت حان ليتحدث» مع أردوغان حول مسألة ترشحه للرئاسة، مضيفاً أنه يتوقع «ألا يفاجئ أيّ منهما الآخر» بإعلان ترشحه من دون تنسيق وحوار مسبقين. وأشار إلى أنه سيحدد موقفه من مسألة الترشح، في مطلع الشهر المقبل، بعد تشاوره مع أردوغان. وكانت مصادر في الحزب الحاكم روّجت بقوة لاحتمال ترشّح أردوغان للرئاسة، ثم تنظيم انتخابات نيابية مبكرة هدفها إعادة حزبه بقوة إلى البرلمان من أجل تعديل النظام في تركيا، من برلماني إلى رئاسي أو شبه رئاسي. ويُلاحَظ أن جميع السيناريوات المتداولة داخل الحزب الحاكم لا مكان فيها لغل، إذ تتمحور حول انتخاب أردوغان رئيساً واستمرار نفوذه في الحزب والحكومة في الوقت ذاته. وأشارت المصادر إلى أن العلاقة بين أردوغان وغل لم تعدْ كما كانت، خصوصاً أن الرئيس التركي تردد في مساندة رئيس الوزراء في فضيحة الفساد، ما أثار خلافاً كبيراً بين الرجلين بقي سراً، لكن تفاصيله بدأت تتسرّب بين أعضاء الحزب الحاكم. وتراجع الحديث عن احتمال ترشّح غل للرئاسة مجدداً، في مقابل تغيير أردوغان النظام الداخلي للحزب الحاكم، ليقوده في انتخابات نيابية رابعة، وبات مصير غل مرهوناً بإرادة أردوغان. وفي ما بدا أنها حملة ترويج مبكرة لأردوغان، نشرت رئاسة الحكومة كتاباً يوثّق زياراته إلى الخارج، خلال 11 سنة من عهده (2002-2013). الكتاب الذي سُمِّي «قصة رحلة»، يتضمن 460 صفحة ويحوي أكثر من 2000 صورة توثّق 305 زيارات ل93 دولة في القارات الخمس، أكثرها إلى ألمانيا (15) والولايات المتحدة (14) والمملكة العربية السعودية وسورية (11). وقدّم أردوغان للكتاب قائلاً: «الإنسان عابر سبيل ورحّالة في الأرض... أصبحنا مثل مياه متدفقة في كل مكان، من أجل نمو تركيا». في المقابل، قال رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيليجدار أوغلو إنه سيعمل مع أحزاب المعارضة للاتفاق على مرشح واحد يواجه أردوغان في انتخابات الرئاسة، أو من يرشّحه رئيس الوزراء. ورأى وجوب اختيار شخصية «مثقفة ومقبولة» من جميع الأحزاب، وزاد: «نفكّر بشخصيات محددة، ولكن لا سبب لكشف هويتها الآن». وأتى تصريح كيليجدار أوغلو بعد حديث عن «تحالف سري» في معركة الرئاسة بين أردوغان و»حزب السلام والديموقراطية» الكردي، ولكن كيليجدار أوغلو استبعد أن يصوّت الحزب الكردي لشخص «مُتهم بالفساد». في غضون ذلك، ألغت الحكومة التركية حجب موقع «تويتر» منذ نحو أسبوعين، بعد ساعات على إعلان المحكمة الدستورية العليا أن قرار الحكومة في هذا الصدد ينتهك القانون وحرية التعبير، وأمرت بتجميده فوراً. وكانت الحكومة حظرت «تويتر» بعد تسريب تسجيلات صوتية تتهم أردوغان ومقربين منه بالتورط بالفساد. وأفادت وكالة «رويتزر» بأن أردوغان نقل إلى خارج تركيا «حربه» مع جماعة الداعية فتح الله غولن، إذ تلقّت مدرسة في غامبيا مملوكة لمنظمة «خدمة» التابعة لغولن، أمراً بالإغلاق فوراً، كما سجّل مصرف مملوك للمنظمة في أفريقيا سحب أنصار لرئيس الوزراء مبالغ تشكّل 20 في المئة من ودائع المصرف.