خلال فترة دراسته في العراق أتيحت لمحمد اللوزي ( 36 سنة) فرصة إجراء عملية تجميلية لأنفه الذي يعاني من تحدب غير أنه رفض إجراء العملية خوفاً من نتائج عكسية فتزيد أنفه تشوهاً كما يقول. الخوف من نتائج عكسية قد تأتي بها عمليات التجميل منتشر كثيراً بين اليمنيين واليمنيات وهو قد يصح في حال إجراء العملية داخل اليمن نظراً للسمعة السلبية للأطباء اليمنيين في ظل الأخطاء الطبية المنتشرة على نطاق واسع والتي تؤدي أحياناً إلى الوفاة أو الإعاقة. بيد أن هذه المخاوف تبدو في الغالب أقرب إلى المبررات الواعية أو اللاواعية من أن تكون حقيقة فعلية. ولعل في حال اللوزي وغيره ممن أتيحت لهم فرصة إجراء عمليات خارج البلاد، ما يؤكد ذلك. والأرجح أن ضعف حماسة اليمنيين لإجراء عمليات تجميلية يعود أصلاً إلى طبيعة الثقافة العامة لمجتمع ذي طابع قبلي محافظ ونظرته إلى الجسد. فما زالت القيم السائدة تقرن الرجولة بالخشونة وتحط من أهمية جمال الذكور ووسامتهم حتى إنها تتحول أحياناً إلى موضوع للتندر والسخرية. وقبل سنوات تعرض مسؤول حكومي بارز لهجوم لاذع وحملة سخرية نفذها رسامو كاريكاتور في صحف معارضة على خلفية تجميل أجراه لأسنانه الناتئة. ويمكن قياس مدى الاهتمام بجمال الجسم لدى اليمنيين من خلال مقدار عنايتهم بصحتهم ناهيك بمدى اهتمامهم بهيئة أجسادهم وهي اهتمامات لا تزال متدنية بما فيها اللياقة الجسدية. ويلاحظ أن الإناث وخصوصاً الأجيال الجديدة وتحديداً من الطبقات المترفة اكثر ميلاً للجراحة التجميلية. وأكثر ما ينتشر بين المراهقات العدسات اللاصقة الملونة. وتقول هدى (22 سنة) التي تزوجت قبل 3 سنوات، إنها كانت تحرص على وضع عدسات خضر لتبهر خطيبها. وهو الأمر الذي لم تعد تفعله الآن بعدما انجبت طفلاً منه. ويساهم الانتشار المتعاظم للنقاب في تخفيف قلق كثيرات من وجود تشوهات جسدية طفيفة يعانين منها. وتقول منى (33 سنة)، وهي غير محجبة، إن «لانتشار الشرشف (النقاب) دوراً في ضعف حماسة الفتيات لإجراء عمليات تجميل على عكس غير المحجبات». وتشير إلى أن بعض الفتيات يتزوجن قبل أن يتمكن الخطيب من مشاهدة وجوههن. وتؤكد مصادر طبية خلو كليات الطب في الجامعات اليمنية من تخصص جراحة التجميل، مرجعة عدم إقبال الطلاب للتخصص في هذا النوع من الجراحة إلى عدم وجود سوق لعمليات التجميل. وتقول المصادر إن العمليات التي تجرى هي في الغالب للذين يصابون بتشوهات كبيرة في حوادث المرور والحرائق أو الذين يولدون بتشوهات خلقية. وتضيف أن العمليات التي تجرى لغرض الجمال بحد ذاته نادرة ومن يقومون بها هم في الغالب أخصائيو جراحة عامة.