استمر التصعيد العسكري المتبادل في قطاع غزة أمس لليوم السادس على التوالي، ما يُنذر بتوسيع رقعة العمليات، في وقت لا تلوح في الأفق أي تهدئة جديدة، على رغم الجهود المبذولة من أكثر من طرف. وواصلت اسرائيل خرق «التهدئة الهشة»، وشنت غارات متواصلة منذ ليل الخميس - الجمعة أسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين، بينهم طفل في السادسة، وجرح نحو 25 آخرين، ما رفع عدد الشهداء الى 16 منذ الاثنين الماضي. ومن المرجح أن تستمر معادلة «قصف مقابل قصف»، بدلاً من «هدوء مقابل هدوء»، الى ساعات أو أيام اخرى، بعدما تبادلت اسرائيل و»حماس» التهديدات والاتهامات بالمسؤولية عن خرق الهدنة التي تم التوافق عليها بجهود مصرية ليل الأربعاء - الخميس. وتعهدت «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في بيان أمس ب»الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بالشكل المناسب والطريقة التي نريد». وقالت: «إذا لم يفهم العدو رسالتنا، فلينتظر المزيد، وإذا لم تكن الجولة الماضية من المواجهة كافية لردع الاحتلال، فإنا جاهزون لتهشيم غطرسته وكبح إجرامه والرد على عدوانه». وأكدت أنها لن تسكت على الغارات الإسرائيلية، مشددة على أن «العدوان لن ينال من عزيمة المقاومة والشعب، ولن يخرج منه العدو سوى بالفشل الذريع». في المقابل، حمّل وزير الجبهة الداخلية الاسرائيلي متان فيلنائي، أثناء زيارته منطقة «اشكول» و»بوابة النقب» شرق قطاع غزة، حركة «حماس» المسؤولية الكاملة عما يحدث في كل المنطقة الحدودية، متوعداً بالرد ب»يد من حديد». واعترف فيلنائي بفشل منظومة «القبة الحديد» في وضع حد للصواريخ الفلسطينية أو اعتراضها بنجاعة كما كان مؤملاً منها، في ظل تواصل سقوط هذه الصواريخ على البلدات والمناطق المحاذية للقطاع من جهة الشرق. في هذه الأثناء، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات روسيا وفرنسا وبريطانيا الى الاستمرار في بذل الجهود بهدف تثبيت تهدئة مُتبادلة ومتزامنة وشاملة. ورأى عريقات أن «تثبيت التهدئة في شكل شامل ومُتبادل ومتزامن يُعتبر مصلحة لكل الأطراف ذات العلاقة»، لافتاً الى أن «الرئيس محمود عباس يستمر في بذل كل جهد ممكن لتثبيت التهدئة، وحماية أبناء شعبنا» في القطاع.