لم يخفف حادث إسقاط الطائرة التركية فوق المياه البحرية السورية من زخم الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة وحتى من عمليات قصف مكثف لمواقع الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد، كما لم تستقبل الانتفاضة تشكيل الحكومة الجديدة بأي بوادر قبول واعتبرتها «فصلاً جديداً مكملاً لنظام الحكم المستمر من اكثر من 40 سنة» كما جاء في مواقع معارضة. ومع إعلان أسماء الحكومة الجديدة سارع «قناصة النظام» في دوما إلى اصطياد المدنيين الباحثين عن الخبز، في حين شهدت «بوابة حلب» في حماة اشد قصف منذ عشرة أيام. وقتل أمس ما لا يقل عن 46 شخصاً بينهم عشرة من القوات النظامية سقطوا لمحاولتهم الانشقاق في ريف دمشق، مع استمرار الاشتباكات العنيفة وأعمال القصف في دير الزور وحمص وريف دمشق ودرعا، بحسب ناشطين ميدانيين. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تسعة أشخاص، بينهم مقاتل معارض، قتلوا في محافظة حمص بعد منتصف ليل الجمعة - السبت حيث تتعرض أحياء عدة للقصف من قبل القوات السورية التي تحاول السيطرة عليها. وأفاد الناشطون بأن القصف يطال منازل المدنيين في القصير ودير بعلبة وحي جورة الشياح والرستن وتلبيسة. وفي حماة، قتل ثلاثة أشخاص في اشتباكات بين الجيش ومسلحين. كما قتل سبعة أشخاص بينهم طفلان في دير الزور حيث لا تزال أحياء عدة تتعرض للقصف من القوات النظامية، مع استمرار الاشتباكات العنيفة في بعض الأنحاء. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأن المروحيات تجوب سماء المدينة، في حين استقدم النظام تعزيزات مع استمرار المعارك منذ الجمعة. وفي محافظة درعا قتل مواطن اثر إطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية التي اقتحمت بلدة سحم الجولان وبدأت حملة مداهمات في البلدة، كما اقتحمت قوات نظامية سورية مدعمة بالدبابات وناقلات جند مدرعة بلدة محجة وسط إطلاق رصاص كثيف، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق، اعلن المرصد مقتل أربعة مواطنين في مدينة دوما اثر إصابتهم برصاص قناصة. وفي محافظة حلب، اعلن المرصد مقتل أربعة أشخاص بينهما مقاتلان معارضان في مدينة الباب، في اشتباكات مع الجيش. وفي محافظة حماة، قال المرصد إن بلدة كرناز وقرية بريدج تتعرضان لإطلاق نار كثيف من قبل القوات النظامية. ولفت الناشط رمزي الحموي إلى أن الجيش النظامي يقصف بعنف حي «باب حلب» داخل مدينة حماة وذلك بعدما صدت عناصر الجيش الحر المتواجدة في الحي محاولة اقتحام للقوات النظامية وأعطبت مدرعة. وأضاف الحموي أن القوات النظامية دخلت مشاع الأربعين و»اعتقلت كل من يفوق عمره 15 سنة». ولم تستطع وكالة «فرانس برس» التأكد من صحة المعلومات الميدانية. وفي محافظة إدلب قتل مواطنان إثر تعرض قرى عدة في بلدة معرة النعمان للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المنطقة. وفي حي المزة في دمشق، تلقت «فرانس برس» شريط فيديو من الهيئة العامة للثورة السورية يظهر ما تقول الهيئة انهم «شبيحة النظام»، بعضهم بلباس مدني وهم يقومون بركل المصلين بعد خروجهم من جامع في حي المزة الدمشقي وضربهم في الشارع بالعصي والأيدي واعتقالهم. ولفت عبد الرحمن إلى أن «هؤلاء الشبيحة معروفون لدى المرصد بالأسماء وهم من سكان الساحل العلويين الذين يقطنون في حي المزة». وفي محافظة ريف دمشق، اعلن المرصد نقلاً عن ناشط من بلدة معضمية الشام أن «السلطات السورية نقلت فجراً من المنطقة الواقعة قرب جسر الشعبة جثامين ما لا يقل عن عشرة من القوات النظامية، قتلهم الجيش أثناء محاولتهم الانشقاق بعد منتصف ليل الجمعة السبت». وفي هذا السياق قام الرائد انس إبراهيم قائد «كتائب تجمع حلب المدينة» بالإفراج عن أربعة من الجنود النظاميين الأكراد كان تم اسرهم في بلدة الأتارب في ريف حلب، وذلك كبادرة حسن نية، بحسب شريط فيديو حصلت «فرانس برس» عليه من المرصد. وقال نشطاء معارضون إن الجيش السوري قصف دير الزور بشدة السبت ما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً على الأقل. وأفاد مصدر في مستشفى المدينة أن الضحايا وبينهم ثلاث نساء وعدد من الأطفال معظمهم من المدنيين وقتلوا جراء قصف منازلهم في حي المطار القديم. وسقط اكثر من 15 ألف قتيل في سوريا غالبيتهم من المدنيين منذ بدء حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف آذار (مارس) 2011.