اجتذبت «مليونية رفض الانقلاب العسكري» التي دعا إليها الإسلاميون على اختلاف انتماءاتهم وعدد من الائتلافات الثورية مئات الآلاف من المتظاهرين رغم ارتفاع درجة حرارة الطقس ظهر أمس. وصعّد المتظاهرون لهجتهم ضد المجلس العسكري الحاكم، وهو ما ظهر في هتافاتهم. وأظهر المتظاهرون الذين كانت غالبيتهم من أنصار التيار الإسلامي، تحدياً للعسكر بأن أصروا على مطالبهم بإسقاط الإعلان الدستوري المكمل الذي منح لقادة الجيش صلاحيات واسعة على حساب الرئيس المقبل، وكذلك رفض قرار حل البرلمان، وقرار وزير العدل منح ضباط الشرطة العسكرية والاستخبارات الحربية سلطة اعتقال المدنيين، فضلاً عن تأكيدهم أنهم لن يسمحوا بأي تلاعب في نتائج الانتخابات الرئاسية التي أرجأت اللجنة العليا للانتخابات إعلانها انتظاراً لفحص الطعون التي قدمها مرشح «الإخوان المسلمين» محمد مرسي ومنافسه المحسوب على المجلس العسكري الفريق أحمد شفيق، ما أثار ريبة وشكوك الإسلاميين، خصوصاً مع إعلان شفيق فوزه في الانتخابات بعد أن أكدت المؤشرات الأولية التي أعلنت من خلال حملة مرسي ووسائل الإعلام ولجنة قضائية موازية تقدم مرسي. وتجمع مئات الآلاف في ميدان التحرير وميادين محافظات عدة وظلوا يرددون «يسقط يسقط حكم العسكر» و «يسقط يسقط المشير» و «ارحل، ارحل» و «المرة دي بجد، مش هنسيبها لحد» و «يسقط يسقط أحمد شفيق» و «الصلاحية الصلاحية، يا مجلس عاوزها عسكرية» و «لا دينية ولا عسكرية، مصر دولة مدنية» و «مرسي رئيس الجمهورية وهياخد كل الصلاحية» و «يسقط الإعلان الدستوري». ورفعت لافتات تحذر من التلاعب في نتيجة الانتخابات، كما رفعت مئات الصور لمرسي ومزقت صور لشفيق. ونصبت في الميدان منصة وحيدة. وأغلق المتظاهرون مداخل ميدان التحرير كافة ووضعوا حواجز حديد عندها، فيما انتشرت «لجان شعبية» للتدقيق في هويات المارة قبل دخول الميدان. وزار المحامي السلفي المُبعد من انتخابات الرئاسة حازم صلاح أبو إسماعيل الميدان لليوم الثالث على التوالي، وطالب المتظاهرين بعدم مغادرته «حتى لو تم إعلان النتيجة لصالح الدكتور مرسي». وتمنى أن يؤدى الرئيس المقبل اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب المُنحل وفي ميدان التحرير. ونظمت مسيرات عدة داخل الميدان وعند أطرافه، كما خرجت مسيرات أخرى من مساجد عدة إلى الميدان. وشارك في هذه المسيرات «حزب التيار المصري» و «ائتلاف شباب الثورة» و «الجبهة القومية للعدالة والديموقراطية» و «حركة 6 إبريل» و «تحالف القوى الثورية» و «حركة ثورة الغضب المصرية الثانية» و «حزب التحالف الشعبي الاشتراكي» و «حركة المصري الحر» و «شباب من أجل العدالة والحرية». وطالبت هذه المسيرات بالاستجابة لمطالب الثورة وإلغاء الإعلان الدستوري وإلغاء قرار وزير العدل في شأن الضبطية القضائية، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين، كما طالبت بعودة الجيش والمجلس العسكري إلى الثكنات فوراً. وكان خطيب الجمعة في ميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين قال إن معركة الرئاسة لم تكن بين انتخاب مرسى أو شفيق، «ولكنها معركة بين ثورة تأتي للشعب بحقه، ونظام سابق يحاول العودة»، مشدداً على أن «الشعب سيواجه أي تزوير بكل الوسائل المطروحة في شكل سلمي». وطالب مرسي ب «أن يكون رئيساً لكل المصريين وأن يجلس على يمينه الأزهر وعلى يساره الكنيسة، وأن يحلف اليمين أمام مجلس الشعب، وداخل ميدان التحرير».