ريو دي جانيرو - أ ف ب - «تحدي القضاء على الجوع» عنوان مبادرة طرحتها الأممالمتحدة في قمة «ريو+20 « للتنمية المستدامة التي استضافتها البرازيل، تهدف إلى ضمان حق الغذاء للجميع، في وقت يعاني بليون شخص في العالم من الجوع. وأطلقت منظمة «غرينبيس» في إطار القمة أيضاً، حملة جديدة تجمع مئة شخصية عالمية من الممثلين والمخرجين السينمائيين ونجوم الروك ورجال الأعمال، كي تصبح منطقة القطب الشمالي (الأركتيك) منطقة خالية من عمليات التنقيب عن النفط والصيد الصناعي. ودوّنت الأسماء المئة الأولى على «لفافة اركتيكية» عرضت في القمة، وستنصبها في المنطقة القطبية الشمالية عندما تجمع مليون اسم فيها، لتكون «علم للمستقبل» من صنع الشباب. ويمكن أي فرد إضافة اسمه على هذه اللفافة عبر الموقع الإلكتروني «سايفذياركتيك.كوم». وحضّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على هامش «ريو+20»، الدول على أن «تكون شجاعة في بناء مستقبل يتمتع كل فرد فيه بحق الغذاء». ودعا الحكومات والقطاع الخاص والمزارعين والعلماء والمجتمع المدني والمستهلكين إلى الاتحاد، ل «القضاء على الجوع». وحدد بان أهدافاً، منها «النفاذ إلى ما يكفي من الغذاء على مدار السنة، والحرص على ألا يكون أي طفل أو امرأة حامل ضحية سوء التغذية، والحد من هدر المنتجات الغذائية». وأوضح أن هذه المبادرة «مستوحاة من التجربة البرازيلية التي حملت عنوان «جوع معدوم»، التي سمحت لملايين الأشخاص بالنفاذ إلى كميات كافية من الطعام». وأشادت الجمعيات غير الحكومية بالمبادرة، إذ اعتبرت مديرة «أوكسفام» باربرا ستوكينغ، ان المبادرة «بصيص أمل» للمؤتمر. ورأت «أكشون إيد إنترناشونال»، أنها «تحيي الآمال» وتتضمن «أهدافاً طموحة». لكن الجمعيتين أسفتا لعدم إقرار «ريو+20» ب «استحالة التنمية المستدامة من دون القضاء على الفقر»، ولأن وثيقة المؤتمر النهائية «لا تتضمن أي التزام في هذا السياق»، ما يشكل «دليلاً على عدم تعامل البلدان جدياً مع هذه المشكلة». وفي حماية البيئة، ندّد المجتمع المدني بفشل قمة الأممالمتحدة في الحصول على تعهدات في شأن حماية البيئة في اليوم الثاني للقمة، الذي توالى خلاله رؤساء الدول والحكومات على المنصة لإلقاء كلماتهم. إذ لاحظت منظمات المجتمع المدني «ضعف» البيان الختامي، وأكدت استمرارها في «تعبئة الجهود لحماية الطبيعة ومكافحة الفقر». واعتبر دانييل ميلتر من منظمة «غرينبيس»، أن نتيجة القمة «كارثية». وأعلن شارون بورو من الاتحاد الدولي للنقابات في مؤتمر صحافي شارك فيه ممثلون لمنظمات، «الاستمرار في التحرك، إذ حان الوقت لتعبئة جهودنا وإرغام الذين انتخبناهم على تقديم حسابات لما قاموا به». ورأى بيتر لينر من منظمة المجلس العالمي للحفاظ على الموارد، أن «تغيير العالم لا يكون بوثيقة بل بالعمل»، في إشارة إلى البيان الختامي للقمة. وتوالى ممثلو الدول ال 191 الأعضاء في الأممالمتحدة المشاركون في قمة ريو، على إطلاق النداءات ل «التحرك السريع لإنقاذ الكوكب وتقليص حالات عدم المساواة في العالم». وأشار الرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا، إلى أن «20 في المئة من الدول الغنية تنتج 60 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة، في حين أن 20 في المئة الأكثر فقراً تنتج 0.72 في المئة فقط من هذه الانبعاثات». واعتبر في تصريح إلى وكالة «فرانس برس»، أن «المشكلة ليست فنية بل سياسية». وأكد أن «من الصعب جداً التوصل إلى تفاهمات مع الدول الملوثة الكبرى، في ضوء تقارير السلطة عن الكوكب». ورأى الرئيس البوليفي ايفو موراليس، أن الاقتصاد الأخضر «نوع جديد من الاستعمار»، الذي تريد فرضه الدول الغنية على الدول النامية، مؤكداً أن «الموارد الطبيعية ملك الشعوب، ويجب ألا تكون ملكاً للشركات الإقليمية». وذهب الهنود في الاتجاه ذاته، مطالبين قادة العالم بحماية الأرض ورفض الاقتصاد الأخضر، الذي اعتبروه «جريمة ضد الأرض والإنسانية». «علم المستقبل» وأعلنت منظمة «غرينبيس»، أن حملتها «تهدف إلى تحويل القطب الشمالي منطقة خالية من عمليات التنقيب عن النفط والصيد الصناعي، وأكدت أن «المساحات الشاسعة التي تحيط بالقطبين هي ملك للجميع، لأنها تعتبر من أعالي البحار بموجب القانون الدولي»، ولكن مع ازدياد الحرارة وذوبان الثلوج، «تطالب الدول المحيطة بالأركتيتك بوضع اليد على هذه المساحات لتمهيد الطريق أمام عمالقة النفط». وشدد المدير العام للمنظمة كومي نايدو، على أن المنطقة القطبية «تتعرض لهجمات، ولا بد لنا من اتخاذ التدابير لمساعدتها»، وأوضح أن «منع عمليات التنقيب والصيد غير المستدام، سيشكل من دون شك نجاحاً كبيراً». وحذّر نائب رئيس جمعية «رايبون» (تعنى بالشعوب الأصلية في الشمال) روديون سولايندزيغا، من أن التنقيب عن النفط في المنطقة القطبية الشمالية «يهدد وجود الشعوب الأصلية واستدامتهم». وأشارت منظمة «غرينبيس»، إلى أن شركة «شل» ربما تطلق عمليات تنقيب استكشافية في موقعين من المنطقة القطبية الشمالية بالقرب من آلاسكا في الأسبوعين المقبلين. كما من المقرر أن تجري شركة «غازبروم» الروسية أعمالاً مماثلة هذه السنة. وأُطلقت هذه الحملة في 21 حزيران (يونيو) الجاري، يصادف فيه اليوم الأطول في السنة في الدائرة الأركتيكية. الصين - البرازيل وعلى هامش القمة، أعلن وزير المال البرازيلي غويدو مانتيغا، أن البرازيل والصين «ستوقعان اتفاقاً حول خط ائتمان متبادل (سواب) بقيمة 30 مليون دولار». وأوضح أن الاتفاق «يهدف إلى «تعزيز الأنظمة المالية» للاقتصادين الناشئين. ولفت إلى أن «القيمة المحددة هي 60 بليون رياس أي نحو 30 بليون دولار». ومع خط الائتمان هذا، يمكن كل بلد أن يسحب من البنك المركزي للبلد الآخر مبلغاً حده الأقصى 30 بليون دولار، على أن «تستعمل في العائدات أو التجارة الثنائية». وأكد مانتيغا، أن «الأمر يتعلق بإجراء يهدف إلى تعزيز الوضع المالي في البلدين، كما لو أن لدينا احتياطاً إضافياً، في وقت يشهد الاقتصاد العالمي توتراً». ويجسد هذا القرار الصندوق المشترك الذي تنوي دول «بريكس» الناشئة (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) تأسيسه. وينص الاتفاق أيضاً على تسهيل تصدير المواد المصنعة في البرازيل إلى الصين، الشريك التجاري الرئيس للبرازيل مع مبادلات وصلت إلى 77 بليون دولار عام 2011. مناهضون للقمة احتشدوا في أحد ممرات مركز انعقادها (أ ب)