رحبت رئيسة البرازيل ديلما روسيف بزعماء العالم في مدينة ريو دي جانيرو أمس، وسط انتقادات قمة الأممالمتحدة حول التنمية المستدامة، التي تستمر ثلاثة أيام، انها لن تفي بوعودها لجهة وضع أهداف واضحة للتنمية المستدامة. وقبل الافتتاح الرسمي للقمة، التي يطلق عليها اسم «ريو+20» لأن قمة الأرض التاريخية السابقة كانت قبل 20 عاماً، أقنعت البرازيل الوفود المشاركة بوضع اللمسات الأخيرة على مسودة إعلان لعرضه على القمة، إلا ان العديد من الوفود والمنظمين والمهتمين بقضايا البيئة والجماعات المدافعة عنها ينتقدون الإعلان لأنه ضعيف. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة افتتاحية: «جهودنا لم ترق إلى مستوى التحدي، والطبيعة لا تنتظر وتتفاوض مع البشر». وأرست مسودة الإعلان طموحات لا أهدافاً ملزمة في شأن قضايا مثل الأمن الغذائي والمياه والطاقة، في حين تدعو الدول إلى تبني «أهداف التنمية المستدامة» وهي مجموعة غامضة من أهداف الأممالمتحدة تتركز حول البيئة والنمو الاقتصادي والمشاركة الاجتماعية. وأكد العديد ممن وافقوا على مسودة الإعلان أنها تفتقر إلى تفاصيل حيوية، ومنهم نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليج الذي قال: «شعرت بخيبة أمل لأننا لم نذهب أبعد من ذلك»، في حين انتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أوجه القصور في مسودة الإعلان، وخصوصاً فشل دول أعضاء في الأممالمتحدة في دعم برنامجها البيئي الحالي وتحويله إلى وكالة قائمة بذاتها، كما انتقد حذف اقتراح فرنسي للمساعدة في تمويل برامج التنمية من خلال ضريبة على الصفقات المالية. ومقارنة بقمة الأرض الأولى التي تمخضت عن قرارات تاريخية في شأن التنوع البيولوجي والانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، أكد منظمون ان هذه القمة هي مجرد بداية لعملية لوضع أهداف جديدة للتنمية العالمية، مشيرين إلى ان قمة عام 1992 كانت تتويجاً لسنوات من المفاوضات. وسعى متحدثون إلى تسليط الضوء على القضايا الأكثر إلحاحاً لدولهم في النقاش العالمي في شان التنمية، بينما تحدث كثيرون عن حاجتهم إلى مصادر دائمة للطاقة والغذاء والمياه، في حين حضّ الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الدول الغنية على التخلي عن رغباتها «المادية» وتبني التنمية «الروحية». وعملت السلطات في ريو دي جانيرو على إضفاء الطابع الصديق للبيئة على المدينة أثناء القمة، فيما عبّر متظاهرون عن غضبهم، ونظم مدافعون عن البيئة ونشطاء سياسيون مسيرات خارج مقر عقد القمة داعين إلى إجراءات جريئة. ولفت ديبلوماسيون إلى ان الضغط البرازيلي للانتهاء من مسودة الإعلان دفع الوفود إلى التركيز والتوصل إلى اتفاق، لكنه ربما أغلق الباب أمام اتخاذ خطوات أكثر جرأة من قبل الزعماء. ويشارك في القمة 86 رئيس دولة أو حكومة، بينما يغيب عنها الرئيس الأميركي باراك اوباما والمستشارة الألمانية انغيلا مركل.