لا شيء مستغرباً..ولا شيء مدهشاً..نعم الخبر بطبيعته صادم...يثير فينا حب الفضول لمعرفة ما الذي دفع العريس إلى قتل عروسه وهما في طريقهما لقضاء شهر العسل..أهي الغيرة أم الجنون أم ماذا؟...لكنه يشبه إلى حد كبير..الرواية التي كتبها الأديب اللبناني المبدع الراحل ميخائيل نعيمة عام 1949.." مذكرات الأرقش"...والتي اقتبسها فعلاً عن قصة حقيقية حصلت قرابة عام 1917.. وفي أواخر صفحات الرواية الأخاذة التي نجح نعيمة في ترصيعها بالجمالية والإبداع القصصي...أرفق لنا مقالاً منشوراً في إحدى الصحف معنوناً كالتالي: "جريمة لا سابقة لها في الجرائم:عريس يذبح عروسه في الليلة الأولى من شهر العسل" فما أقرب هذا العنوان من عنوان هذا الخبر الذي نحن بصدده.. ويتابع المقال سرد التفاصيل: " روعت العاصمة في صباح اليوم بخبر جريمة ولا كالجرائم، ولعلها الأولى من نوعها ونرجو أن تكون الأخيرة. لقد ألفنا أخبار القتل والنهب والانتحار، أما أن يذبح شاب عروسه بيده، وفي الليلة الأولى من شهر العسل (...) فأمر ما سمعنا عنه ولا قرأنا عن شبيهه من قبل(...)" وبالعودة إلى الخبر..فقد تحدث تقرير صحافي عن جريمة شنعاء وقعت بمنطقة الضيافات بولاية سطيف شرق العاصمة الجزائرية ذهب ضحيتها عروس في الرابعة والعشرين من العمر بعدما تعرّضت للذبح على يد عريسها وهما في طريقهما لقضاء شهر العسل. ووجدت العروس جثة هامدة في منطقة لرمي النفايات المنزلية ويداها مخضبتان بالحناء والحليّ تزين عنقها". وأشار مصدر إلى أن العروس المغدورة هي طالبة سنة أولى ماجستير في الإعلام الآلي وتمارس التدريس أيضاً في جامعة برج بوعريريج وتم زفافها ضمن عرس بهيج جمع شمل أفراد وأقارب العائلتين نهاية الأسبوع الماضي. وأضافت انه "مثلما كان مخططًا له بين الزوجين لقضاء شهر العسل في مدينة بجاية الساحلية (250 كيلومترا شمال شرق العاصمة) وبعد استكمال ترتيبات السفر، حمل العريس خنجرًا من البيت، وعند وصوله محيط قرية الضيافات، قام بذبح عروسه، ولأنها أبدت مقاومة فإنه أصرّ على وضع حد لحياتها اضطره إلى إلحاق جرح بليغ بيدها اليسرى بعد مقاومتها الشديدة، ثم رمى بالجثة وعاد إلى بيته وكأن شيئا لم يكن". وقالت المصادر إن العريس سرد وقائع ما اقترفه في حق عروسه على أخيه بعد أن أقدم على خطبتها منذ عامين ورضيت به زوجًا رغم التفاوت في المستوى الثقافي، هو فهو عامل "ترصيص"، وكانت قد رفضت حسب أهلها كل العروض من نظرائها في الجامعة. وأضافت أن العريس أبلغ شقيقه بأنه تعرض لمحاولة اعتداء من طرف غرباء قاموا بذبح زوجته، في محاولة أولى لإبعاد الشبهة عن نفسه، لكنه سرعان ما تراجع واعترف بجريمته لشقيقه الذي اصطحبه إلى موقع الجريمة وتمّ العثور على هاتف العروس المحمول وقطعة من نعلها بالسيارة، فيما عثر على النصف الآخر في موقع الجريمة.وقام شقيق العريس بإبلاغ الشرطة عن الجريمة، فيما فر الجاني واختفى عن الأنظار قبل توقيفه، حيث كان في حالة هستيريا. وفي رواية الأرقش " (...) وإذا بهم يفاجأون بجثة العروس ملقاة على السرير في غلالة حريرية بيضاء، والغلالة والسرير مضرجان بالدم، وإذا بالعروس مذبوحة من الوريد إلى الوريد، أما العريس فما وقعوا له على أثر (...)" الفرق بين الجاني الجزائري وبين الأرقش.. شاسع..رغم اشتراكهما في اقتراف الجريمة الشنيعة نفسها..ففي حين برر الجاني الجزائري فعلته بأن عروسه "خانت شرفه"،على حد زعمه، وأنه "يرفض العيش معها والإنجاب منها".أما الأرقش فقد قتل عروسه لفرط حبه لها مطبقاً المثل الشهير بحرفيته " ومن الحب ما قتل" حيث وجدت ورقة صغيرة بخط الأرقش كتب عليها " ذبحتُ حبي بيدي لأنه فوق ما يتحمله جسدي ودونما تشتاقه روحي"...!!!!!!!!!!