أ ف ب، رويترز - يأمل الرئيس الأميركي باراك أوباما في ان يطرح شركاؤه الأوروبيون في شكل موسع خلال قمة مجموعة العشرين، الاستراتيجية التي يعتزمون اتباعها في مواجهة أزمة منطقة اليورو التي قد تهدد حظوظه في الفوز بولاية جديدة في حال بلوغ تداعياتها الولاياتالمتحدة. وتطرَح بإلحاح إمكانية انهيار اليورو أو امتداد الأزمة المالية إلى الولاياتالمتحدة، مع الانتخابات التشريعية التي أجريت أمس في اليونان واتخذت شكل استفتاء على بقاء أثينا في منطقة اليورو، ما يثير مخاوف الأسواق الأميركية ويهدد بإعاقة الرئيس الأميركي في المنافسة الشديدة التي يخوضها ضد الجمهوري ميت رومني مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر). ولا تتوقع واشنطن خلال قمة لوس كابوس في المكسيك اليوم وغداً الإعلان عن تدابير من شأنها تسوية الأزمة في منطقة اليورو، خصوصاً لاقتصار المشاركة الأوروبية فيها على فرنسا وألمانيا وإيطاليا فضلاً عن مسؤولين كبار من الاتحاد الأوروبي. غير ان الولاياتالمتحدة تنتظر إشارة واضحة في شأن النهج الذي تعتزم أوروبا اتباعه خلال قمة دول منطقة اليورو ال 17 التي تعقَد نهاية الشهر ويتوقَّع ان تكون حاسمة. وقال لايل برينارد، مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية، ان «قمة لوس كابوس تعقد في وقت مؤات للقادة الأوروبيين حتى يوضحوا النقطة التي وصلت إليها مساعيهم، كما يمكن ان تشكل حافزاً لتحركاتهم المقبلة». غير ان المسألة تتخذ أهمية جوهرية بالنسبة للرئيس الاميركي الذي يخوض حملة اعادة انتخابه في تشرين الثاني (نوفمبر). وفي مواجهة الجمهوري رومني، تشكل هشاشة الانتعاش الاقتصادي الاميركي نقطة ضعف لأوباما، خصوصاً في ضوء الإحصاءات السيئة للبطالة المسجلة في أيار (مايو). لكن على رغم من المخاوف المرتبطة بالاوضاع الاقتصادية في أوروبا، يبدي مسؤولون اميركيون كبار ثقتهم بجدية القادة الاوروبيين في جهودم من اجل انقاذ عملتهم الموحدة ومنع انتشار الأزمة. ويرى هؤلاء المسؤولون انه من الممكن تحقيق تطور في ثلاثة مجالات رئيسة غير انها حساسة على الصعيد السياسي: أولاً الاتحاد المصرفي وآلية أوروبية لضمان الودائع المصرفية، ثم خفض كلفة القروض لاسبانيا وايطاليا، واخيراً تدابير محددة لتحريك النمو. ويؤكد مسؤول اوروبي ان الانتقادات التي وجهت الى الاوروبيين لعدم اتخاذهم التدابير الضرورية للتصدي للأزمة، غير منصفة. ويدور قسم كبير من تساؤلات مجموعة العشرين في شأن الازمة الاوروبية، حول موقف المستشارة الالمانية أنغيلا مركل التي غالباً ما تعتبَر عقبة في وجه تطبيق سياسات انعاش اقتصادي وحفز للنمو في اوروبا. وتوقع الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون ان تتجاوز مساهمات دول مجموعة العشرين لزيادة موارد صندوق النقد الدولي 430 بليون دولار.