عشية استئناف المحادثات النووية بين ايران ومجموعة الدول الست في موسكو، اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لصحيفة «فرانكفورتر الجماينة سونتاغتسايتونغ» الألمانية، استعداد بلاده لتنفيذ خطوة الى الأمام. وقال رداً على سؤال عن استعداد ايران للتخلي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، الذي يعتبر نشاطاً حساساً جداً لأنه يقرب البلد من مستوى التخصيب الضروري لصنع قنبلة ذرية (90 في المئة): «نحن مستعدون طوعاً لتنفيذ خطوة ايجابية اذا قام الطرف الآخر بخطوة مماثلة». وأضاف: «نأمل بتحقيق تقدم في موسكو»، مؤكداً ان التخصيب بنسبة 20 في المئة «ذات اهداف طبية بحتة». الى ذلك، اعلن نجاد انه سينسحب من الحياة السياسية في نهاية ولايته الرئاسية الثانية عام 2013، وانه يفكر بالعودة الى مجال العلوم. وقال: «ثمانية اعوام تكفي. ربما ألتزم سياسياً في الجامعة، لكنني لن أؤسس حزباً او مجموعة سياسية». الى ذلك، ابدى امين مجلس الأمن القومي الايراني سعيد جليلي الذي يرأس وفد بلاده، عدم تفاؤله بتقدم الحوار، «لأن اجتماعات اسطنبول وبغداد السابقة لم تكن مشجعة»، داعياً الغرب الى الاعتراف بحق بلاده في امتلاك التقنية النووية. ونقلت وسائل اعلام عنه قوله إنه «طرح خمسة اقتراحات خلال اجتماع بغداد، بينها اربعة تتعلق بالملف النووي»، مؤكداً ان كل أبعاد البرنامج الايراني تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبتها، في اطار معاهدة حظر الانتشار النووي. لكن علي سعيد لو، مساعد الشؤون الدولية للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، ابدى تفاؤله بنتائج محادثات اجتماع موسكو الذي يعقد غداً، لافتاً الي النتائج الايجابية التي تحققت خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الي طهران الاسبوع الماضي، لكنه اشترط قبول الغرب الثوابت الايرانية في نشاطات تخصيب اليورانيوم. وأشارت اوساط ايرانية الى ان الدول الغربية ربما تضطر الي بحث قضية نشاطات تخصيب اليورانيوم «كمخرج للإحراج الذي وقعت به خلال اجتماع بغداد»، استناداً الي التصريحات التي ادلت بها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بعد اتصال هاتفي اجرته مع كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي الاسبوع الماضي. وتري هذه الاوساط ان طهران تريد اعتراف الغرب بنشاطات التخصيب، «من اجل وضع حد لوجود الملف الايراني في مجلس الأمن، وإعادته الي اروقة الوكالة الدولية». على صعيد آخر، يزور الرئيس نجاد البرازيل الاسبوع المقبل للمشاركة في قمة «ريو زائد» حول التنمية المستدامة، كما يزور كلاً من بوليفيا وفنزويلا. وأعلنت الرئاسة ان نجاد سيبقى يومين في البرازيل حيث يلتقي «بعضاً من قادة العالم» على هامش القمة، ثم يغادر الى بوليفيا حيث سيناقش «تطور العلاقات الثنائية» مع الرئيس ايفو موراليس، وبعدها الى فنزويلا للقاء الرئيس هوغو تشافيز. وتسعى ايران التي يقاطعها الغربيون وحلفاؤهم ويفرضون عليها عقوبات بسبب برنامجها النووي، الى تطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية مع بلدان اخرى لا تدور في فلك الدول الغربية. وحققت بعض النجاح في اميركا اللاتينية، خصوصاً مع فنزويلا برئاسة تشافيز الذي زار طهران تسع مرات خلال 13 سنة.