يواجه الجيش اليمني مقاومة عنيفة من جانب عناصر تنظيم «القاعدة» وذراعه العسكرية جماعة «أنصار الشريعة» في مدينة شقرة الساحلية في محافظة أبين (جنوب) بعد يومين على إخراج الجيش لهم من عاصمة المحافظة زنجبار ومدينة جعار والمناطق المحيطة بها، وأدت الاشتباكات وانفجار الألغام التي تركها المسلحون وراءهم إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل وجرح العشرات. ولا يزال مئات المسلحين يتحصنون في شقرة وبينهم عدد من القيادات الميدانية والتنظيمية ل «القاعدة» والعشرات من المقاتلين الأجانب، في حين تفرض القوات الحكومية حصاراً برياً وبحرياً على المدينة لمنع وصول مزيد من المسلحين إليها، أو تسلل من فيها باتجاه محافظة شبوة المجاورة. وقالت ل «الحياة» مصادر عسكرية ومحلية في أبين أمس إن قوات الجيش قتلت 8 مسلحين على الأقل، وجرحت أكثر من 13 آخرين في معارك استمرت ليل الأربعاء - الخميس وحتى مساء أمس، في حين قتل 3 جنود وجرح 6 آخرين في مواجهات متفرقة في شقرة. وأضافت المصادر أن أكثر من 15 مدنياً و4 جنود قتلوا بانفجار ألغام في زنجبار وجعار والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى جرح عشرات أغلبهم من السكان المدنيين الذين حاولوا أمس العودة إلى منازلهم بدون التزام تعليمات فرق الهندسة العسكرية التي تواصل عملها لتأمين شوارع المدينة وأحيائها. وأكدت المصادر أن مدنيين قتلا بالطريقة ذاتها في منطقة الكود جنوب زنجبار، في حين قتل 5 مدنيين الأربعاء وجرح 9 بألغام أرضية في مناطق متفرقة. وأشارت المصادر إلى أن أعداداً كبيرة من سكان زنجبار الذين نزحوا خلال المواجهات التي امتدت لأكثر من عام، عادوا إلى المدينة أمس، غير أن انتشار الألغام وانعدام الأمن والخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وكثرة الخراب والدمار الذي طاول معظم المنازل، دفع غالبيتهم إلى المغادرة مجدداً. وقال هؤلاء إن أغلب مباني المدينة مدمر، وليس فيها كهرباء ولا ماء ولا مستشفيات، بالإضافة إلى نقص المواد التموينية، وإن الخوف من الألغام جعلهم يترددون في البقاء. وكانت مصادر عسكرية يمنية حذرت من خطر الألغام التي كانت في الأساس تستهدف قوات الجيش التي دخلت المدينة، وقال مصدر عسكري ل «الحياة» إن خطر الألغام لا يزال قائماً في زنجبار وإن تطهير المدينة يحتاج إلى وقت.