رفضت الغرفة التجارية في الرياض، أمس، استقبال وفد تجاري روسي يزور المملكة، قالت إنه تعاطفاً مع ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق، في الوقت الذي تعرض فيه رجال أعمال في جدة لحملة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي وصلت إلى حد المطالبة بمقاطعتهم بسبب استقبالهم أول من أمس للوفد التجاري الروسي نفسه. وأوضحت غرفة الرياض في بيان لها، أمس، على لسان رئيس مجلس إدارتها عبدالرحمن الجريسي أن إلغاء الغرفة للقاء وفد رجال الأعمال الروسي جاء تعبيراً عن موقف وتعاطف رجال الأعمال السعوديين مع الشعب السوري الشقيق، مشيراً إلى أن موافقة الغرفة على طلب مجلس الغرف السعودية باستقبال الوفد الروسي في البداية كانت بهدف إيصال رسالة للشعب الروسي عبر الوفد تتضمن استياء رجال الأعمال السعوديين من الموقف الروسي تجاه الشعب السوري، إلا أن الغرفة رأت أن إلغاء اللقاء أبلغ رسالة لا سيما وأن الموقف الرسمي للمملكة قد عبر عنه خادم الحرمين الشريفين والمتمثل بشجب واستنكار ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من قتل وتنكيل. وأكد الجريسي أن الشعب السعودي وحدة متلاحمة، ورجال الأعمال يقفون خلف توجه وقرارات قيادتهم الحكيمة. ووجه الجريسي في خطاب إلى السفير الروسي لدى السعودية أولق اوزراف أنه إشارة إلى خطاب مجلس الغرف السعودية الموجه للغرفة التجارية بتاريخ 2 يونيو 2012، المتعلق برغبة المجلس في أن تقوم الغرفة باستقبال وفد رجال الأعمال الروس والذي كان مقرراً له صباح الثلثاء 12 يونيو 2012، (أمس) إلا أنه تعبيراً عن تضامن رجال الأعمال مع موقف المملكة الإنساني الأخوي تجاه الشعب السوري الشقيق، فقد تقرر الاعتذار عن استقبال الوفد الذي كان الغرض من عدم استقباله إيصال هذه الرسالة للشعب الروسي عن طريق رجال الأعمال، فالمملكة بشقيها الحكومي والخاص وحدة متلاحمة، ورجال الأعمال يقفون خلف توجه وقرارات قيادتهم الحكيمة. من جهته، أشار عضو اللجنة التنفيذية لمجلس الأعمال السعودي الروسي الدكتور عبدالله الفرج أن مقر الغرفة التجارية الصناعية في الرياض تلقى أمس اتصالات عديدة من رجال الأعمال السعوديين لرفض لقاء الوفد التجاري الروسي، مشيراً إلى أن تأثير قرار رجال الأعمال في الرياض على الجانب الروسي ضعيف ولن يكون له تأثير على الموقف السياسي الروسي لضعف التبادل التجاري بين البلدين الذي يصل إلى بليون دولار سنوياً. وبين الفرج ل«الحياة» أن الجانب الروسي كانت له نظرة سابقة في الدخول إلى السوق السعودية بقوة إلا أن المنتجات الروسية لا تناسب السوق السعودية، مضيفاً أن تخطيط رجال الأعمال الروس كان منصباً على الدخول في مشاريع السكة الحديد التي أقرتها حكومة المملكة. من جانب آخر، أكد رئيس اللجنة التجارية في غرفة الرياض سعد العجلان أن إلغاء اللقاء مع رجال الأعمال الروس هو رسالة واضحة بأن قطاع الأعمال الروسي هو الخاسر الأكبر في السوق السعودية والعربي والإسلامي من موقف حكومتهم في دعم النظام السوري. وتهدف إلى نقل الرسالة إلى حكومتهم ليعرفوا عن قرب أن الموقف من روسيا ليس على المستوى الحكومي والرسمي فقط بل أيضا يمتد إلى مستوى رجال الأعمال، وقال العجلان: «تجارة روسيا مع المملكة تضاعفت إلى 3.4 بليون ريال وهي رسالة أيضا بأنها يمكن أن تنخفض إلى ما كانت عليه قبل عشر سنوات»، مشيراً إلى أن المملكة واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وشركاؤها الرئيسيون هم أكبر دول في العالم. وطالب روسيا بتغيير موقفها المؤيد للنظام السوري إلى الرافض لكافة تصرفاته وأفعاله، مطالباً بأن ينظر الروس إلى موقف ملايين العرب لتكون نظرة بعيدة المدى تسهم في تحقيق مصالحهم. يشار أن واردات السعودية من روسيا الاتحادية تتركز بالدرجة الأولى على الشعير وقضبان النحاس المصقول والأنابيب والمنتجات المعدنية شبه الجاهزة ومعدات الحفر والتسليح.