لم تغب تأثيرات «الربيع العربي» على قطاع الطيران الإقليمي، عن اجتماعات «الاتحاد الدولي للنقل الجوّي» (إياتا) الذي اختتم أعماله في بكين أمس، إذ قدر أقطاب الصناعة الذين شاركوا في الاجتماع ان القطاع خسر العام الماضي نحو 10 بلايين دولار، جراء التوتر السياسي الذي يجتاح عدداً من دول المنطقة. وتوقع المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «إياتا»، حسين دباس، ان يواصل قطاع الطيران في المنطقة تراجعه هذه السنة، جراء «الربيع العربي» مع ارتفاع أسعار الوقود، إذ تقلصت أرباح الناقلات العام الماضي إلى 700 مليون دولار، بعدما تجاوزت بليون دولار عام 2010، ويُتوقع ان تنزلق إلى 400 مليون دولار خلال العام الجاري. ورسم دباس، صورة مشرقة لصناعة الطيران في المنطقة العربية «والتي باتت مثار حسد من قبل شركات الطيران العالمية، خصوصاً الأوروبية، التي تشن حملة منذ فترة ضد الناقلات الخليجية، وتتهمها بتلقي دعماً من حكوماتها». ونوه بأن الحكومات العربية تضخ استثمارات ضخمة في قطاع الطيران، وتشيّد بنية تحتية حديثة وتوسع مطاراتها وتبني أخرى جديدة. ولم ينكر ان قطاع الطيران العربي يعاني مشكلة اختناقات في الأجواء، جراء التحكم العسكري في المجال الجوّي، إذ ان نحو 50 في المئة من الأجواء في المنطقة هي مناطق محظورة على الطيران التجاري. وفي ما يتعلق بسياسة الأجواء المفتوحة على مستوى المنطقة، قال ان المشكلة تتمثل في ان كل دولة تعتمد قوانينها الخاصة، وبعضها يطبق سياسة الأجواء المفتوحة بصورة ثنائية. ودعا الدول للعمل على إزالة العقبات، عبر سياسات موحّدة بين هيئات الطيران المختلفة. وأشار إلى ان «إياتا» تعمل في شكل وثيق مع 26 شركة طيران في المنطقة، لمعالجة مشاكل الطاقات والمسارات والرسوم. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة طيران «القطرية»، أكبر الباكر، على ضرورة إزالة المعوقات أمام القطاع وتوفير المقومات الكفيلة في تطور القطاع، وفق ما حققته شركات الطيران الخليجية. ولفت إلى ان دول الغرب تقوم «بتحجيم دور قطاع الطيران المدني من خلال فرض الضرائب على القطاع وهو ما يعوق نموه وتطوره»، لافتاً إلى ان مساعدة هذا القطاع تساهم بقوة في توفير الوظائف والتنمية الاقتصادية. من النشاطات المرافقة لمؤتمر «إياتا» (أ ب)