رسم «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (إياتا) أمس صورة قاتمة لقطاع الطيران في العالم خلال العام المقبل بما فيه المنطقة العربية، في حال تصاعدت حدة أزمة الديون في أوروبا واستمر الارتفاع الكبير في أسعار الوقود الذي بلغت كلفته بالنسبة إلى القطاع هذه السنة، 178 بليون دولار، ويرجَّح أن ترتفع إلى 198 بليوناً عام 2012 بناء على سعر 99 دولاراً للبرميل. وتوقع مسؤولون في المؤسسة العالمية خلال اليوم الأول لمؤتمرها السنوي، أن يتكبد القطاع خسائر بقيمة 8.3 بليون دولار العام المقبل، في حال تحقق سيناريو عدم خروج أوروبا من أزمتها المالية، ورجح أن يخسر القطاع في أوروبا أربعة بلايين دولار، وفي أميركا الشمالية 1.8 بليون دولار، وفي آسيا 1.1 بليون دولار، وفي الشرق الأوسط 400 مليون دولار، وفي أفريقيا 200 مليون دولار. وبعد تحقيق القطاع العام الماضي أرباحاً بقيمة 17 بليون دولار، تراجعت هذه الأرباح بنسبة تتجاوز 65 في المئة هذا العام إلى 6.9 بليون دولار. وتوقع المدير التنفيذي ل إياتا» توني تايلر، أن تتراجع الأرباح إلى 3.5 بليون دولار العام المقبل. وأكد تايلر ل «الحياة» «أن المنطقة العربية ليست محصنة من تداعيات أزمة الديون الأوروبية»، وتوقع أن تتكبد شركات الطيران في المنطقة العربية خسائر بقيمة 400 مليون دولار العام المقبل في حال دخلت أوروبا في مرحلة ركود اقتصادي، أما إذا تمكنت منطقة اليورو من تجاوز أزمتها، فرجح أن يحقق القطاع في المنطقة العربية أرباحاً العام المقبل بقيمة 300 مليون دولار، علماً أن أرباحها هذا العام بلغت 400 مليون دولار، في مقابل 700 مليون دولار العام الماضي، على رغم الارتفاع الكبير في أسعار الوقود. «الربيع العربي» وخفف تايلر من وطأة تداعيات «الربيع العربي» على أرباح قطاع الطيران في المنطقة العربية، «فانعكاساته تختلف من منطقة إلى أخرى في المنطقة، ففي الوقت كانت فيه تداعياته واضحة على الدول التي تشهد اضطرابات سياسية، لم تتأثر الدول الأخرى في المنطقة وحقق قطاع الطيران فيها أرباحاً جيدة هذا العام»، لكنه أشار إلى أن انعكاسات أزمة منطقة اليورو اكبر على القطاع من الاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة. ورجح أن لا تتأثر شركات الطيران العربية كثيراً جراء الحظر الجوي على سورية، على اعتبار أن حصة سورية في قطاع الطيران العربي متواضعة، لكنه توقع أن تتأثر شركات الطيران السورية. وفي ما يتعلق بالانتقادات التي توجهها شركات الطيران الأوروبية للبعض الشركات الخليجية بأنها تتلقى دعماً من دولها، ما يمكنها من تحقيق أرباح حتى في أحلك الأوقات، قال تايلر، انه يصدق ما تقوله شركات الدول العربية بأنها لا تتلقى أي دعم مادي من حكوماتها.