أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، أن حصة المنطقة العربية من حركة الطيران العالمي باتت 11.4 في المئة، نتيجة تحول بعض مطارات في منطقة الخليج إلى نقاط «ترانزيت» محورية لجميع أنحاء العالم. وتوقع رئيس «إياتا» جيوفاني بسينياني في اختتام اجتماعات المؤسسة الدولية في برلين أمس، أن تحلّ مراكز في الشرق الأوسط في مكان مراكز الطيران في أوروبا التي تتلكأ منذ سنوات في الاستثمار لبناء مطارات جديدة وتوسيع قدرتها الاستيعابية، إضافة إلى ديون القطاع المتراكمة والتي تقدر بنحو 213 بليون دولار. وقال نائب رئيس «إياتا» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجدي صبري ل «الحياة»: «تمكّنت المنطقة العربية من فرض ذاتها على خريطة قطاع الطيران العالمي، جراء قدرتها على الاستثمار في توسيع مطاراتها وبناء غيرها. ولوحظ حضور مكثف لمسؤولي شركات الطيران العربية ووزراء من المنطقة شاركوا بقوة في حلقات النقاش من ضمن فعاليات الاجتماع ال66 للاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي تمكن من حشد اكثر من ألف مشارك من المشرفين على القطاع من أنحاء العالم. وأشار صبري إلى أن المنطقة العربية باتت «جزءاً من استراتيجية الطيران العالمي»، بعد أن تحولت إمارتا ابو ظبي ودبي ودولة قطر إلى مراكز مهمة للسفر في العالم». وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن تحقق شركات الطيران العربية أرباحاً صافية هذه السنة بنحو 100 مليون دولار، بعد خسائر تجاوزت 500 مليون دولار العام الماضي. وأكد بسينياني أن المنطقة العربية باتت تستحوذ على 21 في المئة من حركة المسافرين في العالم، ونحو 31 في المئة من حركة الشحن الجوي. وعلى رغم الثقل الذي باتت شركات الطيران العربية تمثله في عالم الطيران الدولي، غير أن صبري لم ينكر أنها أصبحت متخمة بشركات طيران «صغيرة»، مع العلم أن 22 شركة طيران عربية أعضاء في «إياتا»، إضافة إلى شركات صغيرة. وتوقع الرئيس التنفيذي لشركة طيران «القطرية» اكبر باكر، أن تشهد المنطقة اعتزال معظم الشركات، و «يبقى في السوق عدد صغير من الشركات الكبيرة، في ضوء التحديات التي يواجهها القطاع وشدة المنافسة التي لا تستطيع الشركات الصغيرة تحمّلها». واستبعد صبري أن تشهد المنطقة اندماجات بين شركات طيران عربية، على اعتبار أن كل حكومة في المنطقة باتت حريصة على تملك شركات طيران خاصة بها، إلى كون القوانين العالمية تحدد ملكية الدول بحصة لا تقل عن 51 في المئة من شركاتها، ما يحد من عملية الاندماج في العالم. لكنه أشار إلى أن تجربة شركة الطيران الأردنية التي سمحت للإمارات وقطر بشراء جزء من أسهمها وطرح الباقي للمساهمة العامة، قد تكون قدوة لشركات طيران عربية. وعلى رغم عودة الحياة إلى القطاع في المنطقة، غير أن الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الأردنية حسين دباس، أكد ل «الحياة» أن القطاع يعاني تحديات كبيرة، أهمها عدم اهتمام الحكومات بالصناعة التي تعتبر أحد الروافد المهمة للاقتصاد. وأشار إلى أن الحكومات العربية باتت تفتح أجواءها لشركات الطيران الغربية عبر اتفاقات ثنائية، ولا تراعي قدرة شركاتها الوطنية على المنافسة، كما تفرض ضرائب على المسافرين ما يرفع من تكلفة السفر ويحد من قدرة الشركات العربية على المنافسة أيضاً. وقال إن ثمن التذكرة اصبح اقل من رسوم الضريبة، وان الحكومات في المنطقة «تتجاهل أن عالم الطيران لم يعد أداةً ترفيهية».