جددت خريجات «التمريض»، ممن يحملن شهادة البكالوريوس، مطالباتهن بضرورة توظيفهن، موجهات نداءات إلى وزيري الخدمة المدنية، والصحة، ب «التدخل، لإيجاد حلول واقعية لمشكلة البطالة التي نعاني منها، وعدم وجود وظائف شاغرة لنا في أماكن مناسبة، حتى الآن». واتهمت الخريجات، وزارة الصحة ب «عدم الاهتمام بقرارات السعودة، وكذلك عدم الاهتمام بالخريجات الجامعيات السعوديات»، مستشهدات بما نُشر أخيراً، حول سعي وزارة الصحة إلى التعاقد مع عدد كبير من الممرضات الهنديات، على رغم عدم توظيف السعوديات، حتى الآن. وتلقت «الحياة»، شكاوى مختلفة، بعد أن نشرت خبراً، عن سعي وزارة الصحة، إلى استقطاب المئات من الممرضات الهنديات للعمل في المستشفيات السعودية، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة هندية، ذكرت أن هناك «ثلاثة آلاف ممرضة دُعين لإجراء اختبار كتابي، إذ سيتم إجراء مقابلات شخصية للمتأهلات، وبعد ذلك ستحصل المقبولات على عقود الرواتب، وخلال 35 يوماً سيصبحن جاهزات للعمل في السعودية»، لافتة إلى أن من الشروط المطلوبة في الممرضة «حصول المتقدمة على شهادة البكالوريوس، مع خبرة لا تقل عن عامين». وكانت «الحياة» نشرت في وقت سابق، خبراً عن تجمع خريجات من كليات صحيّة، في فرع وزارة الخدمة المدنية في الدمام، للمطالبة بتوفير فرص وظيفية لهن، بعد «سيل من الوعود» تلقينها بإنهاء معاناتهن مع «البطالة»، التي دامت لسنوات، على رغم تصريحات مسؤولين في وزارة الصحة، بحاجتها إلى سعودة الوظائف الصحية. فيما ردّ مسؤولو الخدمة المدنية على ما نشرته «الحياة»، بأن هناك «2854 وظيفة بمسمى اختصاصية تمريض، وهي مُخصصة لمن لديهم درجة بكالوريوس في التمريض فقط، إذ سيتم قبولهن بالتوظيف المباشر، من دون إجراء مفاضلة». فيما قالت الخريجات في حديثهن إلى «الحياة»: «إن ذلك لم يكن صحيحاً، بل أن الوظائف المُتاحة في المنطقة الشرقية كانت ثلاث وظائف فقط، وتم توظيف ثلاث متقدمات ممن قمن بزيارة الفرع مباشرة، بعد ردّ الوزارة على خبر «الحياة»، والوظائف الأخرى كانت في مناطق نائية وبعيدة، وقليلة جداً». وتساءلت خريجات عن الدوافع والأسباب التي دفعت وزارة الصحة إلى «التعاقد مع ممرضات هنديات، يحملن درجة البكالوريوس، وبهذا العدد الهائل على رغم أن عدد الخريجات السعوديات لا يتجاوز 50 فقط»، مضيفات «هل قرارات السعودة والاهتمام بخريجات الوطن هو أمر يخص القطاع الخاص فقط، أم يشمل القطاع العام؟». وقالت أبرار محمد: «قمت بزيارة فرع وزارة الخدمة المدنية، بعد رد المسؤول على خبر معاناتها، لكنني تفاجأت بعدم وجود سوى ثلاث وظائف شاغرة في المنطقة الشرقية، إذ تمت الموافقة على توظيف ثلاث خريجات، توجهن إلى مقر الفرع في وقت مبكر، فيما كانت بقية الوظائف في مناطق نائية وبعيدة عنا»، مضيفة «نحن خريجات بكالوريوس التمريض من العام 2011، من جامعتي الملك فيصل، والملك سعود، وما زلنا ننتظر الوظيفة منذ أكثر من تسعة أشهر حتى الآن». وتنقل أبرار معاناتهن، قائلة: «نأمل في الحصول على وظائف تتناسب مع شهاداتنا العلمية، خصوصاً أننا نعلم بالعجز والحاجة إلى كوادر تمريضية في غالبية مستشفيات المنطقة الشرقية، وبخاصة في مدن القطيف، والدمام، والخبر»، مشيرة إلى أنهن تفاجأن بخبر «نية الوزارة التعاقد مع ممرضات هنديات، وهو ما يتناقض مع ادعاءات الوزارتين، بعدم توافر فرص وظيفية حكومية لنا، وكذلك في كل من التوظيف المباشر والتشغيل الذاتي، فيما الوظائف متوافرة بشكل كبير لحاملي شهادة الدبلوم، والآن للممرضات الأجنبيات». فيما أشارت فاطمة سعيد، إلى أنها قامت بزيارة فرع وزارة الخدمة المدنية، و»عرضوا عليّ وظيفة في إحدى محافظات الرياض، على رغم أنني متزوجة، ولا أستطيع أن أعمل في منطقة بعيدة عن أهلي»، مبينة أن موظفي الخدمة المدنية «أخبروني أن هذه هي الوظائف المتاحة، وعندما سألتهم عن وعودهم في الصحف، حول وجود وظائف شاغرة، قالوا إن الوظائف الموجودة في الشرقية، التي تتناسب مع مؤهلاتنا كانت ثلاث وظائف فقط، وتم توظيف متقدمات لها». فيما تلقت «الحياة» في وقت سابق، تأكيداً من أحد مسؤولي «صحة الشرقية»، بأن هناك «نقصاً كبيراً في الممرضات، ونسعى إلى توطين هذه الوظائف، من خلال توظيف السعوديات، بعد أن يتم إنهاء عقود الممرضات الأجنبيات»، مطالباً «الحياة» بإرسال أسماء الممرضات اللاتي تواصلن مع الصحيفة، للبحث عن وظائف لهن، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن، بحسب ما قالته الخريجات.