تجمعت خريجات من كليات صحيّة، الأسبوع الماضي، في فرع وزارة الخدمة المدنية في الدمام، للمطالبة بتوفير فرص وظيفية لهن، بعد «سيل من الوعود» تلقينها بإنهاء معاناتهن مع «البطالة»، التي دامت لسنوات، على رغم تصريحات مسؤولين في وزارة الصحة، بحاجتها إلى سعودة الوظائف الصحية. ورفعت مجموعة من خريجات جامعتي الملك فيصل والملك سعود، في تخصص «التمريض»، شكوى إلى وزيري الصحة، والخدمة المدنية، الدكتور عبدالله الربيعة، والدكتور عبد الرحمن البراك، وذلك بسبب «عدم توظيفهن رسمياً كممرضات في المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة، على رغم الوعود التي يطلقها المسؤولون باستمرار»، بحسب قولهن، وأشرن إلى أن «معظم الوظائف الصحية تذهب لخريجي الدبلومات». وقالت الخريجات في خطابهن (حصلت «الحياة» على نسخة منه) بأنهن «خريجات بكالوريوس التمريض عام 2011. وما زلنا ننتظر الوظيفة منذ أكثر من سبعة أشهر»، مضيفات أنهن كن يأملن «الحصول على وظيفة في وقت قصير، لعلمنا بالعجز والحاجة إلى كوادر تمريضية في غالبية مستشفيات المنطقة الشرقية، وبخاصة في مدن القطيف، والدمام، والخبر. ولكننا فوجئنا بعدم توافر فرص وظيفية لنا في وزارة الخدمة المدنية، وكذلك التوظيف المباشر والتشغيل الذاتي، فيما الوظائف متوافرة بشكل كبير لحاملي شهادة الدبلوم، علماً بأن شهادتنا هي الأكفأ». وذكرت الخريجات، أنهن قمن بزيارة فرع وزارة الخدمة المدنية في الدمام، حيث «أعلمونا بعدم توافر وظائف ستطرح قريباً، ولا حتى في المناطق البعيدة، باستثناء وظائف قليلة متوافرة في بعض الهجر، فيما تحصل حاملة الدبلوم على تعيين في مناطق قريبة»، وأضفن «عندما أردنا التسجيل في التشغيل الذاتي، وجدنا المستشفيات تشترط سنوات خبرة، فيما نحن حديثات التخرج». وأعلن مستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الدمام، التي تخرجت منها بعض طالبات الوظائف، عن وظائف للممرضات، إلا أنه اشترط أن تكون المتقدمة حاملة دبلوم. وقالت الخريجات: «على رغم أننا تدربنا في هذا المستشفى لكنه تجاهل شهادة البكالوريوس التي نحملها، وفضّل علينا حاملات الدبلوم»، وتساءلن عن السنوات الخمس التي قضينها في دراسة هذا التخصص، فيما سنوات الدبلوم أقل، «ولو علمنا أن حظنا سيكون بهذا الشكل؛ لالتحقنا بالدبلوم، حتى نضمن الوظائف على أقل تقدير». وقالت الخريجة فاطمة حسين، التي كانت إحدى المتجمعات أمس، في وزارة الخدمة المدنية: «استفسرنا عن الوظائف المتوافرة لنا بعد إعلان الوزارة عن توافر وظائف لخريجات التمريض، إلا أن المسؤولة هناك أبلغتنا أنه لا توجد وظائف متاحة لنا حالياً، والوظائف المعلنة هي وظائف سابقة، لم يتم شغرها، وأعيد الإعلان عنها فقط»، متسائلة عن أسباب عدم وجود وظائف لحملة شهادة البكالوريوس «على رغم أننا الأكفأ، والأكثر تخصصاً من حملة الدبلوم». فيما قالت زميلتها سارة عبد الرحمن: «أُصبنا بالإحباط ونحن ننتظر الحصول على وظيفة تناسب مؤهلاتنا الأكاديمية، فنحن نحمل البكالوريوس في التمريض، ولم يتم تعييننا حتى الآن، فيما تلقى حاملات الدبلوم من المعاهد الصحية اهتماماً أكبر من وزارة الصحة»، مبينة أنه شقيقتها «خريجة أحد المعاهد الصحية الخاصة، قبل نحو عام، وحصلت على وظيفة مباشرة، وأنا ما زلت انتظر على رغم فارق الخبرة الأكاديمية بين الشهادتين». يُشار إلى أن وزارة الخدمة المدنية أعلنت قبل أسابيع عن خطة تتضمن حلولاً «عاجلة قصيرة المدى»، وأخرى «مستقبلية طويلة المدى»؛ لاستيعاب حاملي الدبلومات الصحية بعد الثانوية، وإعطاء الأولوية لهم في التعيين. ويبلغ عددهم نحو 28.500 خرّيج وخريجة بعد سلسلة تجمعات عقدوها أمام مقار وزارتي الخدمة المدنية والصحة، للمطالبة بتوظيفهم. وصدر أمر ملكي باستيعاب هؤلاء الخريجين وظيفياً.