وصف مدير الوحدة القانونية في «نادي الأسير الفلسطيني» المحامي جواد بولص حال الأسير محمود السرسك الصحية بأنها «خطيرة ومستقرة ومعنوياته عاليه جداً»، نافياً أن يكون دخل في «غيبوبة»، في وقت اتسعت دائرة التضامن معه مع دخول إضرابه عن الطعام يومه ال 88. وقال بولص إن «هناك بوادر حل قريب من شأنه أن ينهي قضية الأسير السرسك» الموجود في مستشفى سجن الرملة ويخضع لعناية ورعاية مستمرة بعد نحو ثلاثة أشهر على إضرابه المفتوح عن الطعام. وأضاف أن نادي الأسير سبق أن أعلن أن «كل يوم يمضي على اعتقال السرسك ظلم وانتهاك لأن اعتقاله غير قانوني ولا مبرر له». وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إن وضع السرسك الصحي «دخل مرحلة الخطر، وأنه يدخل في غيبوبة متقطعة»، في حين قال محامون زاروا السرسك أول من أمس إن وضعه الصحي «أخطر مما يتصور البعض، وأنه تم إبلاغ المعنيين بالتطورات الخطيرة المتلاحقة في وضعه الصحي». وأضافوا أن ناطقاً باسم المستشفى الذي نُقل إليه أخيراً أبلغهم بأن حالته «أصبحت ميؤوساً منها، وأنه يفقد حياته خلال ساعات، وأن المعلومات بذلك وصلت إلى السلطات والأجهزة المعنية كافة في إسرائيل». ووفقاً لعائلة السرسك، فإن «محاميه عقد اجتماعاً (أمس) مع ضباط من المخابرات الإسرائيلية لتحديد مصيره بعد تدهور حاله الصحية». ووصفت مصادر مطلعه الاجتماع بأنه «مهم كونه سيحدد إذا ما كان السرسك سيستمر في الإضراب أم سيوقفه في مقابل اتفاق يقنعه ويلبي ما يصبوا إليه». وحمل رئيس النادي قدورة فارس الجهات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة السرسك، مطالباً بإطلاقه فوراً من دون قيد أو شرط. وطالب القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» الشيخ خالد البطش ب «الرد على الاحتلال بالمثل»، وتكريس «ثقافة التبادل كنهج وسياسة بهدف إنقاذ حياة الأسرى من براثن الموت في سجون الاحتلال». وقال إن «الأسرى اليوم يخوضون جولة جديدة من جولات الصراع مع الاحتلال دفاعاً عن كرامتهم التي يريد الصهاينة سلبها منهم عبر استمرار الانتهاكات وسياسات التركيع المنتهجة في حقهم». ووصف في كلمته أمام المشاركين في اعتصام مساند للأسرى المضربين، وفي مقدمهم لاعب نادي خدمات رفح والمنتخب الوطني الفلسطيني، قرار المواجهة الذي اتخذه الأسرى بأنه «الأصوب»، داعياً إلى «مساندتهم ونصرهم ودعمهم في هذه المواجهة المصيرية». وتعهد «مواصلة الطريق لنصرة الأسرى في هذه المواجهة»، معتبراً أن النتيجة الحتمية لهذه المواجهة وكل المواجهات هي «انتصار شعبنا وأسرانا والسرسك وأكرم الريخاوي وسامر البرق». وحذر من أنه «لن يكون هناك هدوء إذا تعرضت حياة هؤلاء الأسرى للخطر لأننا لن نقبل مطلقاً سياسة الاحتلال العدوانية ضد شعبنا وأسرانا مهما كلف الثمن». واستنكر موقف اللجان الرياضية واتحادات الكرة تجاه حياة الرياضيين ومعاناتهم، وقال: «لو كان السرسك من دولة أخرى، هل تستمر حال الصمت المخيبة». إلى ذلك، أعرب «مركز الميزان لحقوق الإنسان» عن «قلقه الشديد من الخطر المحدق، الذي يتهدد حياة السرسك والرخاوي». وأشار في بيان أمس إلى «تداول وسائل الإعلام أخباراً عن نصيحة من مصلحة السجون الإسرائيلية لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) ووزير الأمن الداخلي بضرورة إطلاق السرسك نظراً إلى تدهور وضعه الصحي في شكل يشكل خطراً محتوماً على حياته». إلى ذلك، عبر عدد من الفنانين التشكيلين الفلسطينيين من قطاع غزه عن تضامنهم مع الأسيرين السرسك والريخاوي من خلال رسم جدارية فنية لهما على خيمة التضامن التي أقيمت عند داور النجمة في مسقط رأسه مدينه رفح. وتنوعت الرسوم بين إبراز جانب من معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية، وتسليط الضوء على قضية الأسيرين السرسك والريخاوي في شكل خاص من خلال لوحات فنية.