أفاد تقرير للبنك الدولي عن النفايات الصلبة عالمياً بعنوان «يا له من تبديد»، بأن كميات النفايات التي يخلفها سكان المدن وكلفة معالجتها سترتفع بشدة خلال 13 سنة. وتوقع مراجعة عالمية لإدارة المشكلة، إذ ستزيد كميات هذا النوع من النفايات نحو 70 في المئة من 1.3 بليون طن سنوياً إلى 2.2 بليون بحلول عام 2025، وستأتي الزيادة الأكبر من المدن السريعة النمو في الدول النامية. وأوضح أن الكلفة السنوية لإدارة النفايات الصلبة سترتفع من 205 بلايين دولار إلى 375 بليوناً في الفترة ذاتها، وستشهد البلدان المنخفضة الدخل أكبر زيادة في هذه الكلفة. واشار مؤلفا التقرير إلى أن ثمة أزمة تلوح في الأفق تتعلق بمعالجة هذه النفايات مع ارتفاع مستوى المعيشة ونمو السكان في المناطق الحضرية. ولفتت نائب رئيس البنك الدولي لشؤون التنمية المستدامة راشيل كايت الى ان تحسين إدارة النفايات الصلبة، لا سيما في المدن السريعة النمو في البلدان المنخفضة الدخل، باتت قضية أكثر إلحاحاً، فالنتائج التي خلص إليها التقرير مزعجة، لكنها تشير إلى ان القيادات المحلية والحكومية والمجتمع الدولي سيعكفون بمجرد إدراك أبعاد هذه القضية، على وضع برامج لخفض أكبر قدر ممكن من النفايات أو إعادة استخدامها أو تدويرها أو استخلاص عناصر منها قبل حرقها وتوليد الطاقة منها، أو التخلص منها. وتمثل النفايات الصلبة للبلديات في الدول المنخفضة الدخل أكبر بند منفرد في موازنة المدن، وواحداً من أكبر مجالات التوظيف. فالمدينة التي تعجز عن إدارة نفاياتها بفعالية قلما تستطيع إدارة الخدمات الأكثر تعقيداً، كالصحة والتعليم أو النقل. ويظهر التقرير أن حجم النفايات الصلبة ينمو بوتيرة أسرع في الصين، التي تجاوزت الولاياتالمتحدة كأكبر منتج للنفايات عالمياً عام 2004، ومناطق أخرى من شرق آسيا وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط. وتضاهي معدلات نمو النفايات الصلبة في هذه المناطق معدلات التوسّع الحضري والزيادة في الناتج المحلي. إذ هناك علاقة طردية بين مستوى دخل الفرد في المدن ونصيبه من النفايات التي يخلفها. وفي حين تتسع مناطق الحضر ويزداد سكانها ثراء، يزداد استهلاك المواد غير العضوية، كالبلاستيك والورق والزجاج والألومنيوم، ويتناقص الجزء الأصغر العضوي منها.