حضّ نواب من «حزب الشعب الجمهوري» المعارض في تركيا أمس، رئيس الحزب كمال كيليجدار أوغلو على الاستقالة من منصبه، اذ حمّلوه مسؤولية فشل الحزب في انتخابات الرئاسة التي أسفرت عن فوز رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وعقدت النائب عن الحزب أمينة أولكر تارهان، مؤتمراً صحافياً حضره 5 من نواب الحزب، علماً انها كانت عارضت ترشيح حزبَي «الشعب الجمهوري» و»الحركة القومية» أكمل الدين إحسان أوغلو لانتخابات الرئاسة، وهو من خلفية إسلامية. واعتبرت تارهان أن المعارضة تلقت «هزيمة قاسية في الانتخابات، ولو قال قادتها عكس ذلك»، على رغم تداعيات احتجاجات ساحة تقسيم العام الماضي وفضيحة الفساد الكبرى التي طاولت أردوغان ومقربين منه، اضافة الى السياسة الخارجية التي تنتهجها حكومته. ودعت كيليجدار أوغلو إلى «التنحي عن منصبه وعقد مؤتمر عام» للحزب، مضيفة أن «الحزب بلغ نهاية المطاف في مفهومه للمعارضة المستند إلى تقديم تنازلات باستمرار في برنامجه الحزبي». وتابعت: «لا حزب في العالم يتخلّى عن قيمته واقتراحاته قبل الانتخابات، ويقدّم تنازلات عن مبادئه من أجل صوت واحد، ليخسر ملايين الأصوات». وتشير تارهان بذلك الى دعوات في حزبَي المعارضة الى إجراء مراجعات في سياساتهما، بعدما نال إحسان أوغلو نحو 15 مليون صوت، علماً أن الحزبين حصدا 20 مليون صوت في الانتخابات البلدية الاخيرة، ما يعني ان المرشح لم يحظَ بتأييد القاعدتين الشعبيتين للحزبين. وزادت: «حاول الحزب أن يكون مثل آخرين، ولكنه خسر. إما أن يواصل خداع نفسه، أو عليه أن يرسم طريقاً جديداً. على كيليجدر أوغلو وفريقه أن يتوقفوا عن اتهام الناخبين، وترك رئاسة الحزب». واتهمت أردوغان ب «استخدام كل إمكانات الدولة» للفوز في الانتخابات، ما «لا يمكن اعتباره نجاحاً حقيقياً». لكن رئيس حزب «الحركة القومية» دولت باهشلي اعتبر أن إحسان أوغلو «نجح، والخاسر هو أردوغان». وبرّر ذلك بأن استطلاعات الرأي كانت منحت رئيس الوزراء نسبة اصوات اكثر من تلك التي نالها في الاقتراع (52 في المئة). وتحدث عن «تبخّر آمال أردوغان وطموحاته في تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي». وأضاف: «الاحترام الذي يكنّه الحزب للدولة، ثابت لا يتغيّر. لكننا لن نكون على وفاق مع مسؤولي مؤسسة الرئاسة، وسنعمل على أن نكون على مسافة بعيدة من قصر شنكايا في أنقرة، وأن نفصل بين الأمور الرسمية والشؤون الشخصية. لا يمكننا أن نجري مفاوضات رسمية في مناخ مشتعل، من دون البتّ في قضايا الفساد والرشوة». في المقابل، اعتبر بولندت أرينش، نائب رئيس الوزراء التركي، أن أردوغان «أصبح بطلاً شعبياً» بانتخابه رئيساً في مواجهة «تحالف ضمّ نحو 15 حزباً، وجهات داخلية وخارجية». ورأى أن «الشعب اختار الاستقرار السياسي والاقتصادي». على صعيد آخر، انهار منجم للفحم في شمال تركيا أمس، فعلق 9 عمال داخله. يأتي هذا الحادث بعد أشهر على مقتل 301 عامل في انهيار منجم غرب البلاد، في أسوأ كارثة في تاريخها.