فوكيت (تايلاند) – أ ب، رويترز، ا ف ب – اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال المنتدى الاقليمي حول الأمن الذي نظمته رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان) في فوكيت بتايلاند امس، أن رفض كوريا الشمالية تفكيك برنامجها النووي جعلها «بلا أصدقاء يحمونها» من العقوبات الدولية، فيما شنت بيونغيانغ حملة لاذعة عليها، ووصفتها بأنها مثل «تلميذة» و «غير ذكية» و «سيدة غريبة الأطوار». وبعد خلافات مع الوفد الكوري الشمالي حول الصياغة، اصدر المنتدى بياناً ختامياً دان التجربة النووية التي أجرتها بيونغيانغ أخيراً، واطلاقها صواريخ باليستية، ودعا الى تطبيق كامل لقرارات الأممالمتحدة حول كوريا الشمالية. وحمّلت بيونغيانغ في البيان، واشنطن مسؤولية التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي بعد لقائها نظرائها في المنتدى ان «استمرار الطموحات النووية لكوريا الشمالية سيرفع التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وقد يسبب سباق تسلح في المنطقة». واضافت: «اريد ان اوضح ان الولاياتالمتحدة لا تسعى الى أي نوع من الهجوم على كوريا الشمالية». وجددت عرض تزويد بيونغيانغ بالطاقة وبمساعدات اقتصادية، واحتمال استئناف العلاقات الديبلوماسية معها، في مقابل تخليها تماماً عن السلاح النووي. وقالت: «باختصار، نهجنا يقوم على عزل كوريا الشمالية وممارسة ضغوط كبيرة لإرغامها على تغيير سلوكها، وتقديم مسار بديل يخدم مصالح الجميع». وزادت: «للأسف كان وفد كوريا الشمالية مصراً على رفضه الاعتراف بأنها تسلك الطريق الخاطئ. لم يبدوا خلال مداخلتهم رغبة في انتهاج طريق نزع السلاح النووي، ما شكّل مصدر قلق ليس فقط للولايات المتحدة بل للمنطقة وللمجتمع الدولي». وتساءلت: «الى اين نحن ذاهبون؟». وابدت كلينتون رضاها لأن عدداً كبيراً من الدول الأعضاء في «آسيان» اعربت عن قلقها ازاء تصرفات كوريا الشمالية التي اعتبرت انها كانت «استفزازية خلال الشهور الماضية». وقالت: «لم يعد لديهم اصدقاء يحمونهم من جهود المجتمع الدولي الرامية الى نزع السلاح النووي». وقبل المؤتمر الصحافي لكلينتون، نظم المدير العام للخارجية الكورية الشمالية ري هونغ سيك مؤتمراً صحافياً نادراً، اعتبر فيه حديث الوزيرة الاميركية «عن العرض الشامل، كلاماً فارغاً». واكد ان بلاده لن تستأنف الحوار مع واشنطن حتى تتخلى عن «سياستها العدائية المتأصلة»، مشدداً على ان المفاوضات السداسية حول تفكيك برنامج بيونغيانغ النووي «في حكم الميتة أصلاً». وفي السياق ذاته، وجهت وسائل الإعلام الكورية الشمالية انتقادات حادة لكلينتون التي كانت قالت ان الكوريين الشماليين يتصرفون مثل «مراهقين يعانون مشاكل» بهدف لفت الانتباه. ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية عن ناطق باسم وزارة الخارجية قوله ان كلينتون «دأبت منذ توليها منصبها، على توجيه سلسلة من الملاحظات المبتذلة التي لا تليق بمنصبها، أينما ذهبت». واضاف أن «كلامها يوحي بأنها ليست ذكية على الاطلاق»، وانها «سيدة غريبة الأطوار لأنها تتجاهل اصول التخاطب في المجتمع الدولي. فهي تارة تشبه تلميذة، وطوراً مثل متقاعدة ذاهبة للتسوق». وزاد ان «كل من يدلي بتصريحات في غير مكانها، عليه ان يتحمل مسؤولية ذلك. نرى أن بإمكانها المساهمة بقدر يسير في تنفيذ السياسة الخارجية للادارة الاميركية بصفتها وزيرة للخارجية، حين تفهم أولاً العالم». ميانمار على صعيد آخر، اشارت كلينتون الى «اتجاه ايجابي مع ميانمار». وابدت ارتياحها لتعهد المجلس العسكري الحاكم تطبيق العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، بعد اجتماع عقده مساعدوها مع ممثلي المجلس على هامش جلسات المنتدى. واشارت الى ان الوفد جدد المطالبة بإطلاق زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي وكل المعتقلين السياسيين من دون شروط، وضمان تنظيم انتخابات نزيهة العام المقبل.