أعلنت السلطات العراقية أمس إعدام عبد حميد حمود، كاتم أسرار الرئيس الراحل صدام حسين وأحد أبرز الشخصيات النافذة خلال حكمه الذي امتد نحو 24 عاماً. إلى ذلك، أعلنت وزارة العدل أن معتقلاً من تنظيم «القاعدة» قتل اثنين من حراسه، بينهم ضابط في سجن الرصافة ثم انتحر. وأكد الناطق باسم وزارة العدل حيدر السعدي ل «الحياة» تنفيذ حكم الإعدام بعبد حمود «وفق المادة 13/1/1000 من قانون المحكمة الجنائية العليا المختصة بالإبادة الجماعية» وقد دين في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 مع نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز ووزير الداخلية سعدون شاكر بتهمة «تصفية الأحزاب الدينية». وأوضح السعدي أن تنفيذ الحكم «تم وفق الضوابط الدولية والدينية، ولم يتم تصوير العملية كما حدث خلال إعدام صدام وعدد من معاونيه في فترات سابقة». وعبد حمود الذي ولد منتصف الخمسينات في تكريت كان كاتم أسرار صدام حسين، اشتهر بنفوذه وقربه من الرئيس الراحل كما أنه شوهد في آخر لقطات مصورة معه في 9 نيسان (أبزيل) 2003، قبل أن يختفي عن الأنظار وتعتقله القوات الأميركية في 16 حزيران (يونيو) 2003 وكان الرابع في قائمة كبار المطلوبين من أعوان النظام السابق. وتزامن إعدام عبد حمود مع أزمة سياسية طاحنة تشهدها البلاد منذ شهور وتكتل قوى سياسية مختلفة لإقالة رئيس الوزراء نوري المالكي. ويرفض الرئيس جلال طالباني توقيع أحكام الإعدام ويخول نائبه عن «حزب الدعوة» خضير الخزاعي تنفيذ هذه المهمة. ويرى بعض المراقبين أن إعدام حمود في هذا التوقيت يحمل رسائل إلى الشارع العراقي المنقسم بين مؤيد لإقالة المالكي ومعارض لها، لدعم موقف المؤيدين. على الصعيد السياسي، التقى المالكي أمس نواباً من «القائمة العراقية» قالوا إن التواقيع التي قدمت بأسمائهم إلى طالباني لسحب الثقة من رئيس الحكومة «مزورة». في المقابل قالت الناطقة باسم «العراقية» ميسون الدملوجي إن «النواب الذين وقعوا يتعرضون لضغوط كثيرة من بعض المتشبثين بالسلطة بينها رسائل تهديد». من جهة أخرى، أعلن السعدي أن «سجيناً من تنظيم القاعدة في سجن تسفيرات الرصافة حاول السيطرة على إحدى قاعات السجن بعدما قتل ضابطاً وحارساً كانا يرومان نقله إلى المحكمة المختصة للنطق بالحكم ضده» وأضاف أن «السجين أطلق النار على نفسه بعد محاصرته». لكن مصدراً في السجن الذي تشترك في إدارته وزارتا الداخلية والعدل أكد ل «الحياة» أن «المنتحر اعتقل عام 2009 في محافظة الأنبار وما زال على ذمة التحقيق منذ ذلك التاريخ». وكانت وزارة العدل نقلت أمس جميع نزلاء سجن التسفيرات الرابع وعددهم 182 نزيلاً، معظمهم من أتباع التيار الصدري، إلى سجن العدالة في الكاظمية بعدما شهد السجن اشتباكات بين المعتقلين والحراس استمرت ساعات قبل يومين.