تنطلق اليوم النسخة ال14 من بطولة أمم أوروبا في أوكرانيا وبولندا بعد أشهر من الحديث عن مدى قدرة البلدين اللذين الشيوعيين سابقا على استضافة البطولة، وهو ما حدا برئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني إلى التلميح إلى مدى ضجره من ذلك، عندما قال أمس مداعباً الإعلاميين: «الآن سيبدأ الجميع الحديث عن كرة القدم». وتابع نجم المنتخب الفرنسي السابق: «أشدد أنه على مستوى البنية التحتية ووسائل المواصلات، قامت أوكرانيا وبولندا بقفزة نوعية بحجم 30 عاماً. سنترك إرثاً مهماً من خلال كأس أوروبا، وهي وسائل ستسهل حياة الناس». عندما منح الاتحاد الأوروبي العام 2007 حق الاستضافة لبولندا وأوكرانيا، عانى البلدان نقصاً حاداً في البنى التحتية، موروثاً عن الحقبة الشيوعية. وبلغت الأمور مبلغاً خطراً حينما تظاهر بعض الأوكرانيين احتجاجاً على إقامة البطولة في بلادهم وهدر مبلغ كبير من الأموال في ظل أزمة مالية خانقة في أوروبا بشكل عام وفي جزئها الشرقي بشكل خاص، ما أثار حفيظة الاتحاد الأوروبي حيال إقامة البطولة في البلد ذاته، إلا أن الأمور بدت في تحسّن تدريجي بعد ذلك. وبعد خمسة أعوام وبلايين الدولارات المستثمرة، باتت بولندا تملك أربعة ملاعب جديدة، ومحطات مطارات وقطارات جديدة، والآلاف من الكيلومترات للطرق السريعة. الرمز الأخير لهذا التجديد والجهد غير المسبوق في بولندا كان افتتاح المقطع الأخير من الطريق السريع الذي يربط وارسو مع غرب أوروبا أول من أمس، والذي يضع برلين على بعد خمس ساعات براً من العاصمة البولندية. ويسعى أصحاب الأرض البولنديين إلى دخول التاريخ وتحقيق الفوز الأول لهم في ثاني مشاركة لها في نهائيات كأس أوروبا عندما يواجهون اليونان اليوم (الجمعة) في وارسو في حين يشهد اليوم ذاته مواجهة نارية بين التشيخ والروس في فروكلاف. يذكر أن النسخة الحالية هي الأخيرة التي تضم 16 منتخباً، بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي رفع العدد إلى 24 منتخباً اعتباراً من البطولة المقبلة في فرنسا السنة 2016.