ا ف ب - مع انطلاق العد العكسي لانطلاق نهائيات كأس اوروبا 2012، بدأ الحماس والاثارة يشقان طريقهما الى جمهور البلدين المضيفين بولندا واوكرانيا، لكن هذه المشاعر تبدو بعيدة كل البعد عن قسم من سكان البلدين لانه لا يرى اي فائدة تذكر من حدث مماثل. إذ قال المهندس دارك سيكورا (73 عاماً) في احد متنزهات العاصمة البولندية وارسو: «ستكون رائعة للمطاعم والفنادق لكنها لن تفيد السكان العاديين»، مضيفاً: «ستسبب الانزعاج، التنقل لن يكون سهلاً». ويعكس التصريح الذي ادلى به سيكورا مشاعر الكثير من مواطنيه وجيرانهم الاوكرانيين، وابرز دليل على ذلك الاستطلاع الذي اجري في بولندا واظهر ان 44 في المئة سعيدون باستضافة هذا الحدث، فيما عبر 49 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع عن عدم مبالاتهم. وتنطلق البطولة التي يشارك فيها 16 منتخباً في وارسو في الثامن من الشهر المقبل على ان يكون النهائي في الاول من تموز (يوليو) في العاصمة الاوكرانية كييف. وهذه المرة الاولى التي تقام فيها نهائيات كأس اوروبا في القسم الشرقي من القارة الاوروبية منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي (اقيمت مرة واحدة في اوروبا الشرقية عام 1976 في يوغوسلافيا)، وبالتالي سيرتدي هذا الحدث اهمية كبرى للبلدين المضيفين اللذين حققا المفاجأة عام 2007 عندما تم اختيارهما على حساب ايطاليا. وشكلت استضافة البطولة القارية تحدياً كبيراً للبلدين، خصوصاً اوكرانيا التي واجهت الكثير من المشكلات بسبب تأخرها في اعمال البنى التحتية والملاعب والمطارات وصولاً الى مشكلتها الاخيرة مع الاتحاد الاوروبي بسبب قضية رئيسة الوزراء السابقة والمعارضة الحالية يوليا تيموشنكو الموقوفة منذ اب (اغسطس) الفائت. لكن هذه المشكلات لم تؤثر على القسم المتحمس من سكان الجارة بولندا، وهذا ما ترجمته الطالبة مونيكا كوفالسكا (19 عاماً) من امام قصر الثقافة في وارسو، قائلة: «ستكون الاجواء جنونية وصاخبة»، فيما قال رافال سميت (19 عاماً): «الاجواء ستكون رائعة طيلة الوقت حتى وان خرجت بولندا من البطولة باكراً». وعلى ضفاف نهر فيستولا القريب من قصر الثقاقة تجد الملعب الوطني الذي شيد خصيصاً للبطولة، الذي سيحتضن المباراة الافتتاحية بين بولندا واليونان. واصبح لهذا الملعب الجديد معنى رمزياً كونه شيد على انقاض ملعب اخر تحول منذ انتهاء الحكم الشيوعي عام 1989 الى سوق «بازار». ومن اجل تعزيز الاجواء الخاصة بالحدث الكروي الكبير تم رسم وجوه مشجعين بالوان اعلام الدول المشاركة على جدران محطة القطار التي تم تحديثها من اجل البطولة، في حين قدم احد صالونات الحلاقة خدمة صبغ شعر المشجعين بالوان البلد الذي يساندوه. وفي الجارة والشريكة اوكرانيا، لا تبدو الاجواء مختلفة ان كان من ناحية الحماس وعدم المبالاة الذي جسدته ماريا ستيفانوفيتش (39 عاماً)، وهي معلمة من مدينة لفيف (غرب اوكرانيا)، إذ قالت «انا لا اكترث بكرة القدم ولا ارى بأن بإمكان هذه البطولة ان تمنح مدينتنا اي شيء. الامر (الايجابي) الوحيد هو انه تم اصلاح بعض طرقاتنا وكان يجب القيام بهذا الامر حتى لو لم نستضف كأس اوروبا 2012». لكن الصحافي الكسندر بيريموت (23 عاماً) من دانييتسك (شرق البلاد) كان اكثر حماسة لاستضافة هذا الحدث، قائلاً: «إنه حدث رائع، سيكون له التأثير الايجابي على علاقات اوكرانيا بالدول الاوروبية. انها مناسبة رائعة للاوكرانيين العاديين من اجل التواصل مع المشجعين الاجانب الذين سيأتون الى اوكرانيا لان الكثير من سكان دانييتسك ليس باستطاعتهم تحمل نفقات السفر الى خارج البلاد».