كابول، لندن - أ ف ب، يو بي آي - اعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا خلال تفقده أمس قوات بلاده في قاعدة شارانا بولاية باكتيكا (شرق) المحاذية لمناطق القبائل الباكستانية، حيث معقل حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة»، أن الولاياتالمتحدة «تتقدم في الطريق الصحيح لتحقيق انتصار في النزاع الشرس جداً المستمر منذ عشر سنوات مع المتشددين في أفغانستان». وقال بانيتا خلال زيارته الثانية لأفغانستان منذ أن تولى مهماته في تموز (يوليو) الماضي: «سننجح بالتأكيد في مواجهة هذه التحديات، وإنشاء دولة قادرة على حكم نفسها وضمان سلامتها، وسنحرص على منع طالبان والقاعدة من إيجاد ملاذ آمن في أفغانستان»، علماً أن واشنطن ستسحب 10 آلاف جندي بنهاية السنة الحالية و33 ألفاً بحلول 2012، بعدما باشرت تحويل دورها من مهمات القتال إلى دور استشاري وتدريبي لقوات الأمن الأفغانية. وكان بانيتا صرح في تشرين الأول (أكتوبر) بأن «هجمات طالبان انخفضت للمرة الأولى منذ خمسة أعوام»، على رغم انه حذر من أن الملاذات الآمنة للمتمردين في باكستان تغذي العنف على الحدود وتهدد الجهود الأميركية، معترفاً بأن «الإبقاء على علاقة مع باكستان أمر صعب ومعقد، لكنه مهم». وبلغ توتر العلاقات الأميركية - الباكستانية ذروته في 26 تشرين الثاني (نوفمبر)، اثر سقوط 24 جندياً باكستانياً في غارة جوية نفذتها مروحيات تابعة للحلف الأطلسي (ناتو) عبر الحدود من أفغانستان، إذ أوقفت إسلام آباد نقل الإمدادات عبر أراضيها لقوات «الناتو»، وأمرت الأميركيين بإخلاء قاعدة «شمسين» في بلوشستان التي تساند عمليات القصف التي تنفذها طائرات أميركية لمواقع متشددين في مناطق القبائل. لكن قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون إلن لمّح إلى احتمال أن تشهد العلاقات مع باكستان تحسناً بعد محادثة هاتفية «ودية وعملية جداً» أجراها مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني، وتناولت إعادة التنسيق بين الجانبين على الحدود. وأكد بانيتا أهمية تأمين باكستان حدودها، مكرراً أن بلاده ستواصل دعمها لأفغانستان بعد عام 2014 الموعد المفترض لانسحاب كل القوات القتالية الأجنبية من البلاد، وقال: «لن نجمع أمتعتنا عام 2014 ونرحل ببساطة. ضحينا بجنود كثيرين هنا». وناقش بانيتا مع وزير الدفاع الأفغاني عبد الرحيم وردك نقل مهمات الأمن من القوات الأجنبية إلى نظيرتها الحكومية، علماً أن الجنرال ألن توقع أن تتحول العمليات العسكرية للقوات الأجنبية إلى دور استشاري عبر نشر قوات استشارية إلى جانب القوات الأفغانية. وكان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي اعلن أخيراً عن مرحلة ثانية من نقل صلاحيات الأمن للأفغان في 6 ولايات و7 مدن إقليمية وأكثر من 40 منطقة، تشمل ثلاث مناطق في ولاية هلمند الجنوبية التي تعد بين الولايات الأكثر اضطراباً. وفي لندن، أفادت صحيفة «ديلي ميرور» بأن بريطانيا يمكن أن تنهي الحرب ضد «طالبان» قبل عام من الموعد المقرر لسحب قواتها من أفغانستان، في إطار خطط وضعها وزير المال جورج أوزبورن لخفض التكاليف، ويعارضها بشدة مسؤولون كثيرون في وزارة الدفاع. وأوردت أن «الحرب في أفغانستان تكلّف بريطانيا نحو 4 بلايين جنيه استرليني سنوياً، وأن وزير المال يعمل في شكل يائس لخفض هذه القيمة». إلى ذلك، كشفت صحيفة «ديلي مايل» أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون التقى مساعديه الرئيسيين لمناقشة خطط سحب قوات بلاده من أفغانستان بحلول 2014. ونسبت إلى ناطق باسم كامرون قوله إن «بريطانيا والولاياتالمتحدة ودولاً أخرى تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف التي وضعتها».