بكين - أ ف ب - أعربت روسيا والصين في بيان مشترك الاربعاء عن معارضتهما الشديدة للتدخل العسكري في سورية وتغيير النظام فيها، فيما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الصين وروسيا تريدان عقد مؤتمر دولي جديد في شأن سورية وتعتزمان تنسيق تحركهما من اجل تطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان لوقف العنف في هذا البلد، محذراً من ان تغيير النظام في سورية قد يقود الى «كارثة». وجاء في البيان الذي اعقب محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعماء الصينيين ان «روسيا والصين تعارضان في شكل قاطع المساعي لحل الازمة في سورية من طريق التدخل العسكري الخارجي، كما تعارضان فرض سياسة تغيير النظام (في سورية) بما في ذلك داخل مجلس الامن». وأضاف البيان ان التطورات في سورية «تؤثر في شكل كبير في السلام والاستقرار في الشرق الاوسط والعالم بأجمعه» ويجب حلها من خلال الحوار السياسي بين جميع اطراف النزاع. ودعا البلدان كذلك الى دعم خطة السلام التي اقترحها مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان. وأضاف البيان ان روسيا والصين «مقتنعتان بضرورة تعزيز دعم موحد لخطة انان، وإقناع جميع اطراف النزاع بوقف النزاع المسلح فوراً». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر من ان تغيير النظام في سورية قد يقود الى «كارثة»، ولفت في تصريحات في بكين أمس الى ان «جماعات المعارضة خارج سورية تطلب من المجتمع الدولي في شكل متزايد ضرب نظام الاسد عسكرياً وتغيير النظام». واعتبر ذلك «امراً خطيراً للغاية، وأستطيع القول حتى ان هذه طريقة ستجر المنطقة الى كارثة». وأضاف: «من المهم ان نفهم ان المعارضة السورية متنوعة، وان هناك جماعات مختلفة في المعارضة غير المتصالحة». ودعا لافروف بعد لقائه قادة صينيين في بكين الى عقد مؤتمر جديد حول سورية تشارك فيه «الدول التي تمارس نفوذاً فعلياً على مختلف مجموعات المعارضة السورية»، ذاكراً تحديداً تركيا وإيران والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي وأعضاء مجلس الامن. وأضاف ان الهدف من هذا المؤتمر هو ان «يتفق الاطراف الخارجيون، من دون سورية في بادئ الامر، على اتباع خطة انان بصدق ومن دون التباس». ورأى لافروف ان «ما يسمى بمؤتمري اصدقاء سورية» قاما فقط «بدعم المجلس الوطني السوري (يضم غالبية اطياف المعارضة) ومطالبه الراديكالية». وقال لافروف: «نؤكد اننا سننسق تحركاتنا حول سورية وأن الاهم الآن هو تطبيق خطة انان»، وأضاف ان الصين وروسيا العضوين في مجلس الامن، اتفقتا على دعم قرار مجلس الامن الذي صادق على خطة كوفي انان لحل الازمة في سورية. وتابع: «لا نقبل ان يعرض الوضع وكأن هذه الخطة لا ينبغي تطبيقها، مثلما اعلنت المعارضة السورية». وكان انان طالب السبت في اجتماع وزاري للجامعة العربية في الدوحة، ب «اعادة درس معمقة» لاستراتيجية اخراج سورية من الازمة، ما يوحي بأن وساطته بلغت حدودها.