أكد رئيس دولة الإمارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والرئيس اللبناني ميشال سليمان دعمهما كل الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز فرص السلام من خلال احترام القرارات الدولية وإتاحة الفرصة أمام المساعي النبيلة الرامية إلى تغليب لغة العقل بما يجنب شعوب دول المنطقة المزيد من التوتر والأزمات. جاء ذلك في اجتماع عقده الرئيسان في مدينة العين الإماراتية أمس في حضور كبار القادة الإماراتيين والوفد اللبناني المرافق لسليمان بحثا خلاله التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد الشيخ خليفة خلال اللقاء الذي حضره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حرص دولة الإمارات على تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اللبناني وتعزيز فرص وجهود تحقيق النمو والازدهار للبنان على كل الصعد، مشيراً إلى ما يجمع البلدين الشقيقين من علاقات متميزة. وقال: «نحرص دائماً على تحقيق ما هو أفضل عبر توسيع آفاق التعاون المشترك واستثمار الفرص المتاحة لدى البلدين بما يحقق المصلحة المشتركة ويعود بالنفع والخير على شعبيهما». وأشاد سليمان بدولة الإمارات «التي تعد نموذجاً يحتذى في المنطقة بما حققته من إنجازات حضارية شاملة بفضل قيادتها الحكيمة». وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية «أن سليمان شكر للشيخ خليفة مساعدة الإمارات لبنان وخصوصاً في موضوع نزع الألغام وإعادة الإعمار، ووقوفها الدائم إلى جانبه واحتضانها اللبنانيين الذين يعملون في الإمارات. وبحث معه القرار المتعلق بحظر سفر الرعايا الإماراتيين إلى لبنان وسبل العودة عنه»، لافتاً إلى «أن لبنان الرسمي والشعبي جاهز لاحتضان السياح والمصطافين الإماراتيين والسهر على أمنهم وحريتهم». وتطرق سليمان إلى «ما طاول لبنانيين من قرارات تتعلق بالإقامة»، متمنياً «أن تحظى بالتقويم المتكامل بما يتوافق مع الحقوق والواجبات التي ترعاها قوانين الإمارات وأنظمتها». وأشار إلى «أن لبنان سيشهد الأسبوع المقبل اجتماعاً لهيئة الحوار الوطني للمساهمة في ترسيخ الاستقرار لتجنب الانعكاسات السلبية لما يحصل في المنطقة». وأضاف البيان أن الشيخ خليفة ابدى «الاستعداد للتجاوب مع ما يطلبه لبنان وما يعزز العلاقة القائمة بين البلدين. واتفق الجانبان على استمرار التشاور في شأن القضايا المشتركة». وأقام الشيخ خليفة مأدبة غداء تكريماً لسليمان الذي غادر الإمارات متجهاً إلى قطر، استكملت خلالها المحادثات عن الأوضاع في المنطقة والعلاقات العربية - العربية. كسر البروتوكول الاماراتي وكان سليمان وصل إلى العين في المنطقة الشرقية من إمارة أبو ظبي في إطار جولة خليجية، وحظي باستقبال خاص إذ استقبله في مطار المدينة رئيس دولة الإمارات ونائبه وكبار المسؤولين الإماراتيين على خلاف البروتوكول الإماراتي. ورحب الرئيس الإماراتي بضيفه متمنياً أن تساهم الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها. ورافق موكبه إلى قصر الروضة. وقدم الرئيس اللبناني إلى الشيخ خليفة وسام الأرز الوطني «القلادة الكبرى» التي تمنح لرؤساء وقادة الدول تعبيراً عن عمق العلاقات التي تربط البلدين.