يسعى المجلس الثقافي البريطاني في السعودية إلى فتح حوار بين الثقافتين العربية والإنكليزية وتعزيزه، من خلال المعارض الفنية، التي ينظمها المجلس، وآخرها معرض «من بريطانيا»، الذي افتتحه القنصل البريطاني وحضره مجموعة كبيرة من زوار مدينة جدة في غاليري «اثر للفنون الجميلة» في جدة مساء السبت الماضي، في محطته الثانية بعد انتقاله من قاعة المتحف الوطني في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض. وأكد القنصل البريطاني محمد شوكت، عمق العلاقات التي تربط المملكة ببريطانيا في مختلف المجالات، ومن ذلك المجال الثقافي، وأن تنظيم مثل هذه المعارض من شأنه تقوية العلاقة بين البلدين الصديقين. وعبر مدير المجلس الثقافي البريطاني في المملكة إدريان شادويك عن سعادته بتنظيم هذا المعرض وقال إن المعرض، «يتضمن أعمالاً مميزة لفنانين بريطانيين عالميين، تم اختيارهم من المجلس والمتحف الوطني في المملكة»، مشيراً إلى أنه امتداد للتعاون المشترك بين الدولتين، كما سيتم عرض فني مماثل في لندن هذا العام لأعمال جديدة لفنانين سعوديين، بعنوان «من السعودية .. وعنها». وأضاف شادويك أن المعرض يضم لوحات زيتية، ولوحات مطبوعة، ومنحوتات تغطي فترة 90 عاماً من 1920 إلى الوقت الحاضر. وقالت مدير المشاريع الفنية في المجلس منار الحسيني إن هذا المعرض، الذي يتضمن باقة مختارة من أهم الأعمال الفنية تعود لكبار الفنانين البريطانيين من القرن العشرين، موضحة أن المعرض يبحث في موضوع المشاهد الطبيعية البريطانية، «بدءاً من المدينة، مروراً بالأرياف، وصولاً إلى الخط الساحلي المحيط بالمملكة المتحدة من كل جانب». وزادت: «يتضمن معرض Out of Britain نشاطات متنوعة مرافقة من أجل دعم الفنون البريطانية المعاصرة وتطويرها، مما يسمح للجمهور باختبار قدرة الفن على تعزيز التفاهم الثقافي والثقة والحوار»، مشيرة إلى أن المعرض «ينظر في الطرق التي تناول الفنانون من خلالها موضوع المشاهد الطبيعية، وطرحوا أسئلة أساسية حول مكان الإنسان في هذا العالم، كما تجسد الأعمال المعروضة محاولات الفنانين الفردية لإيجاد مكانهم في بيئة لا تنفك تتغير، إذ غالباً ما يضطرون إلى تحدي الطرق التقليدية في تفسير المشهد الطبيعي وتأطيره». وبينت الحسيني أن: «المعرض يؤكد على دور المجلس الثقافي البريطاني كمنظمة رائدة في العالم في مجال الفنون والعلاقات الثقافية، عبر تقديم الجمهور السعودي إلى الأعمال الرئيسية من واحدة من أكبر المجموعات الوطنية للفن المعاصر البريطاني. وقال مدير غاليري أثر حمزة صيرفي إن الغاليري «يحتضن بين جنباته شواهد فنية تجسد تواصلاً حضارياً بين المملكتين السعودية والبريطانية».