بروكسيل، إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز - توجهت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الى باكستان أمس، لإطلاق «حوار استراتيجي» واسع يشمل القضايا الخارجية والأمنية، اضافة الى قضايا التنمية والتجارة. وتلتقي اشتون التي شاركت في قمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في سانت بطرسبرغ، وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار، لمناقشة تعزيز العلاقات، فيما وصفت زيارتها بأنها «تعبير عن دعم الاتحاد الأوروبي لتعزيز الديموقراطية في باكستان». ويهدف الحوار الى وضع الخطوط العريضة للخطة الخمسية الطموحة التي جرى الاتفاق عليها في كانون الثاني (يناير) الماضي، والتي ستتوج باتفاق تجارة حرة، وستتضمن اجراءات لمكافحة الإرهاب وتعزيز المساعدات التنموية. وتلتقي اشتون ايضاً رئيس الوزراء سيد يوسف رضا جيلاني، ورئيس العمليات العسكرية الجنرال وحيد ارشاد وعدداً من زعماء المعارضة البرلمانية خلال زيارة مدينة لاهور غداً. وفيما تشهد العلاقات بين باكستان ودول غربية عدة خصوصاً الولاياتالمتحدة، توتراً منذ ان اغلقت إسلام آباد طرق امدادات قوات الحلف الإطلسي (ناتو) في افغانستان، صرحت اشتون بأن الاتحاد الأوروبي «يريد الإفادة من الزخم الذي حصلت عليه العلاقات بيننا بفضل الإجراءات التجارية الخاصة التي جرى تبنيها بعد فيضانات 2010، والمساعدات التنموية والإنسانية الكبيرة التي قدمناها لهذا البلد». وفي خطوة مهمة، وافقت منظمة التجارة العالمية في شباط (فبراير) الماضي، على السماح لنحو 75 منتجاً باكستانيا بدخول اسواق اوروبا من دون فرض ضريبة عليها لمدة سنتين، من اجل دعم صادرات باكستان من النسيج بعد الفيضانات المدمرة التي اجتاحتها عام 2010. ويعد الاتحاد الأوروبي اكبر شريك تجاري لباكستان، إذ يستورد نحو 30 في المئة من صادراتها التي تقدر قيمتها بنحو 3 بلايين يورو. وأعلنت بروكسيل الشهر الماضي مساعدات اضافية بقيمة 20 مليون يورو لضحايا الفيضانات في باكستان، وللمشردين من العنف، ما يرفع المساعدات التي قدمها الاتحاد الى باكستان خلال سنة الى 55 بليون يورو. وعشية زيارة بيتر لافوي، مساعد وزير الدفاع الأميركي، من اجل اقناع باكستان بإنهاء اغلاق طرق امدادات «الناتو» المستمر منذ 6 شهور، قتل 15 متمرداً في غارة شنتها طائرة اميركية بلا طيار على قاعدة للمتمردين في منطقة مير علي التي تبعد 25 كيلومتراً شرق ميرانشاه، كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع افغانستان. واعتبرت هذه الغارة الثالثة خلال ثلاثة ايام والأكثر دموية هذه السنة، ما يدل على تسريع وتيرة الهجمات بالطائرات بلا طيار منذ فشل قمة الحلف الأطلسي التي انعقدت في شيكاغو الشهر الماضي، في التوصل الى اتفاق حول خطوط امداد قوات الحلف، بسبب مطالبة إسلام آباد بدفع 5 آلاف دولار عن كل حاوية. وأول من امس، قتل خمسة متمردين مفترضين بينهم الكومندان مالانغ جان القريب من زعيم الحرب الملا نظير الذي يرسل مقاتلين لدعم حركة طالبان الى افغانستان. والسبت، سقط ثلاثة متمردين مفترضين بغارات اميركية في المنطقة ذاتها، في حين قتل تسعة متمردين في 29 ايار (مايو). وعلى رغم اعتراض باكستان على الغارات الأميركية وتوقفها عن طلب المال من واشنطن بعد قتل قوات اميركية خاصة زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في ايار 2011، لكنها تحتاج اليوم الى المال بسبب عجز موازنتها، علماً انها حصلت على نحو 8,8 بليون دولار من الولاياتالمتحدة بين عامي 2002 و2011. العلاقات الأفغانية - الصينية وفي افغانستان، اعلنت وزارة الخارجية ان كابولوبكين ستعلنان هذا الأسبوع رفع العلاقات بينهما الى «مستوى استراتيجي جديد»، مع استعدادت قوات الحلف للانسحاب من البلاد بحلول نهاية 2014. وصرح جانان موسازاي، الناطق باسم الوزارة، بأن «الرئيسين الأفغاني حميد كارزاي والصيني هو جينتاو سيعلنان رفع العلاقات خلال انعقاد اجتماع لمنظمة شنغهاي للتعاون في بكين». وأضاف: «تؤكد الخطوة الجديدة الأهمية المتزايدة للصداقة والتعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي وغيره من مجالات التعاون بين افغانستان والصين، والبلدان يشتركان في الآراء والالتزام بشأن الأمن والاستقرار في افغانستان والمنطقة بشكل اكبر، وضرورة بذل جهود مشتركة لمواجهة آفتي الإرهاب والتطرف». ولم يكشف الناطق تفاصيل عن أي دور امني يمكن ان تلعبه الصين في القتال الذي تخوضه كابول ضد مسلحي «طالبان»، علماً ان بكين حصلت على عقود كبيرة للتنقيب عن النفط والنحاس في افغانستان التي يقدر خبراء قيمة مواردها بأكثر من ترليون دولار. ووقعت افغانستان اتفاقاً استراتيجياً مع الولاياتالمتحدة يغطي العلاقات بين البلدين بعد انسحاب قوات الحلف عام 2014، وكذلك مع دول اخرى بينها فرنسا والهند. ميدانياً، قتل جندي من الكتيبة الثالثة من فوج يوركشاير في الجيش البريطاني بعد اصابته بعيارات نارية خلال تنفيذه دورية راجلة في منطقة نهر السراج بولاية هلمند (جنوب)، وهو ما تكرر في المنطقة ذاتها السبت الماضي. ورفع ذلك الى 417 عدد الجنود البريطانيين الذين قُتلوا في افغانستان، حيث ينتشر حوالى 9500 جندي معظمهم في هلمند.