بين مخطوطات لفتت الانتباه في مزادات العام 2011، أعلنت سوذبيز عن بيع أرشيف نادر لنجيب محفوظ في مزاد علني لندني في كانون الأول (ديسمبر) الماضي يضم 100 صفحة من رواية غير مكتملة بعنوان «قصة من السودان»، إضافة إلى بعض المخطوطات التي تضم تأملات محفوظ في الفلسفة الإسلامية وتعود إلى الثلاثينات، كذلك ملف يشمل أربع قصص غير منشورة من بدايات محفوظ الأولى: «الرجل القوي» و «الزفة الميري» و «العود والنرجيلة» و «حدائق الورد». وملف آخر قصص لمحفوظ تحت عناوين: «البحث عن زوج» مؤرخة بعام 1937، ومجموعة قصص «همس الجنون» التي كتبها عام 1938. وقيّمت الدار الأرشيف بما يتراوح بين 50 الى 70 ألف جنيه. إلا أن المزاد تم إيقافه بصورة مفاجئة بسبب اعتراض أسرة نجيب محفوظ التي أكدت أن هذه المخطوطات خرجت من مصر من دون علمها، بحسب خبر في صحيفة اليوم السابع نشر يوم الثاني من يناير الماضي، بينما اكدت سوذبيز عبر مكتبها الإعلامي يوم 14 كانون الأول انها اشترت النسخ من عائلة محفوظ مباشرة، وأن المزاد تم ايقافه في اللحظة الأخيرة بسبب تدخل فرد آخر من العائلة مسجلاً اعتراضه على عقد البيع. وأوضح المكتب أن تجميد مزاد المخطوطات مستمر حتى يتم حل المشكلة قانونياً. هذه هي المخطوطات العربية المعاصرة الوحيدة ربما التي وصلت الى صالات المزادات العالمية، ربما لأن الأخريات لا تملك مواصفات الجاذبية التي توافرت لمخطوطات نجيب محفوظ بصفته «الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل» بحسب ما وصفه الخبر الإعلامي الذي وزعته الدار العارضة، اضافة الى كون اعماله مترجمة الى الإنكليزية، اي انه معروف لسببين هنا ويبقى السبب الأول هو الأهم. على ذلك، سيكون من الصعوبة طرح مخطوط عربي آخر معاصر عبر هاتين الدارين العالميتين، لغياب احد عناصر الجاذبية المعروفة في هذه السوق. هل يمكن التيقن من طبيعة المشتري المحتمل لهذه المخطوطات في حال لم يتم سحبها؟ من الصعب التكهن بذلك، قد يكون فرداً عربياً، من محبي الكاتب او من هواة جمع التحف والوثائق القديمة. لكن وعلى الرغم من كون المؤسسات ايضاً مطروحة في هذا الخيار، إلا ان ما يجعلنا نميل الى احتمال تدخل جهة عربية في هذه الظروف ونستبعد دخول المؤسسات الغربية، هو طبيعة الأزمة الاقتصادية الحالية التي عنوانها «التقشف لا الكرم»، الا في حالات استثنائية، اي عندما يخص المخطوط ثقافتها الأصلية. وهذا أمر متعارف عليه في متاحف مشاهير المبدعين في العالم التي تنظم عادة حملات لجمع اموال تمكنها من شراء عمل فني او مخطوطة ما. يقول غابرييل هِتون الخبير في قسم الكتب والمخطوطات في سوذبيز، ان السوق درجت على استقبال مخطوطات ذات اصول غربية اوروبية وأميركية حول الشرق الأوسط، من ذلك المزاد عام 2001 لتقارير ديبلوماسية بريطانية عن سلسلة لقاءات مع الملك عبدالعزيز عام 1928. الا أن هِتون يرى في الوثائق العربية المعاصرة فرصة محتملة لاستقطاب الاهتمام في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تزايد مشاريع المتاحف الجديدة في العالم العربي.