دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والمنشقين الأحد في ريف دمشق وريف حلب (شمال) وقتل ناشط سوري داخل عيادته في دوما بريف دمشق بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأعلن مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن أن قوات الأمن السورية اغتالت الأحد الناشط الحقوقي السوري الطبيب عدنان وهبي داخل عيادته في مدينة دوما بريف دمشق. ونقل عن نشطاء في المنطقة، إن «رجل امن سورياً بلباس مدني ترجل من سيارة عسكرية ودخل عيادة الطبيب وهبي حيث قام بتصفيته عبر إطلاق النار على رأسه، بالإضافة إلى طلقات عدة في أنحاء متفرقة من جسده». وأظهر شريط فيديو وزعه المرصد جثة وهبي وهي مصابة بطلقات في الرأس والصدر. ودان المرصد «بأشد العبارات» اغتيال وهبي الناشط في الحراك ضد النظام منذ آذار (مارس) 2011، معتبراً أن ما حصل «دليل على الضعف الذي وصلت إليه أجهزة النظام السوري التي لم تعد تحتمل حتى الكلمة». وطالب «بمحاكمة القتلة ومن أعطاهم أوامر القتل». وفي السياق نفسه، اعلن المرصد في بيان أن جهازاً امنياً سورياً لم يسمه اعتقل الخميس الماضي الناشطة السورية خنساء محمد نمورة من أمام جامعة تشرين في مدينة اللاذقية الساحلية لدى توجهها إلى الجامعة لتقديم امتحاناتها، مشيراً إلى أن «مصيرها ومكان اعتقالها ما زالا مجهولين». ودان «المرصد» بشدة «اعتقال الأجهزة الأمنية للناشطة خنساء نمورة والذي من الممكن أن يدفع الأمور إلى منحى خطر يضرب العيش المشترك في مدينة بانياس»، مطالباً السلطات السورية «بالإفراج الفوري عنها وعن جميع معتقلي الرأي في السجون والمعتقلات السورية». ونمورة من الناشطات الداعمات للحراك الثوري في مدينة بانياس الساحلية التي تشهد أحياؤها الجنوبية وقرى مجاورة لها حركة احتجاج ضد النظام منذ آذار2011، وهي متزوجة وأم لطفلين. إلى ذلك، ذكر «المرصد» في بيان أن مقاتلين معارضين هاجموا بعد منتصف ليل السبت الأحد حواجز للقوات النظامية بمنطقة القلمون في محافظة ريف دمشق على الحدود السورية اللبنانية. وأضاف أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية وتلك المعارضة «على أطراف بلدتي عندان وحيان في محافظة حلب»، من دون أن يورد البيان أي معلومات تتعلق بالخسائر البشرية والآليات. وقتل مدني في قصف في محيط مدينة الأتارب في ريف حلب، المحاذية لمحافظة ادلب (شمال غرب)، التي تتركز فيها مجموعات كبيرة من المنشقين. وفي ريف حماة وسط البلاد، قتل مدني اثر القصف الذي تعرضت له بلدة كفرزيتا في محافظة حماه من قبل القوات السورية التي تحاول إعادة السيطرة على البلدة. وفي هذا السياق، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قافلة عسكرية كبيرة تضم دبابات وآليات مدرعة وجنوداً شوهدت الأحد على طريق تدمر دير الزور في محافظة حمص (وسط)، باتجاه دير الزور شرق البلاد. وأضاف انه «شوهدت على طريق تدمر - دير الزور قافلة عسكرية كبيرة تضم 45 شاحنة حاملة للدبابات وناقلات جند مدرعة وجنوداً». ونقل المرصد عن نشطاء من تدمر أن وجهة القافلة محافظة دير الزور ومناطق شرق سورية. وفي محافظة الرقة (شمال شرق)، خرج مئات المواطنين الأحد في تشييع مواطن قتل امس اثر التفجير الذي وقع في مدينة الطبقة بريف الرقة «وطالبوا برحيل النظام السوري»، بحسب المرصد. كما شيع آلاف المتظاهرين في ريف دمشق أمس مواطناً قتل السبت في مدينة عربين برصاص قناصة ورددوا هتافات مناهضة للنظام. وكانت حصيلة يوم امس في سوريا بلغت 89 قتيلاً، بينهم 57 من عناصر القوات النظامية وثلاثة منشقين، بحسب المرصد. وعزا مدير المرصد رامي عبد الرحمن هذا العدد غير المسبوق من الخسائر في صفوف القوات النظامية خلال يوم واحد إلى اتساع رقعة المعارك من جهة وكون القوات الحكومية «غير معدة لخوض معارك شوارع» مثل المنشقين الذين يواجهون القوات النظامية «وهم غالباً أبناء المدن والقرى سواء كانوا من العسكريين المنشقين أو من المدنيين الذين حملوا السلاح ضد النظام، وهم يعرفون تماماً طبيعة مناطقهم وشعابها». إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) امس بأن العميد نضال بشماني «استشهد برصاص مجموعة إرهابية مسلحة صباح أمس خلال توجهه إلى عمله» في ريف دمشق. وزادت أن «مدنياً استشهد بانفجار عبوة ناسفة ألصقتها مجموعة إرهابية مسلحة على سيارته في سوق الهال في مدينة إدلب» في شمال البلاد.