ابنتي المبتعثة في قمة السعادة، ليس لأنها حصلت على درجات ممتازة، وليس لأنها تفاجأت بحصولها عليها، إنما لأنها اعترضت على علامة البحث، وأرسلت للدكتورة رسالة بريدية الساعة التاسعة والربع، وتلقت الرد على رسالتها بعد ساعة ونصف من أن ملاحظات (الطالبة) صحيحة مئة في المئة، لذلك فهي تقدر إيجابيتها، وتبشرها بحصولها على الدرجة الجديدة مع الاعتذار. سؤالي: هل يستطيع طالب في جامعة سعودية أو عربية مراجعة الدكتور بشأن علامات لا يرى أنه يستحقها...؟ وهل يرد عليه بعد ساعة ونصف...؟ وهل سيعترف له بصحة ملاحظاته ويعطيه حقه من دون «مرمطة» ويعتذر له...؟ جوابي بحيادية تامة هو نفسه عنوان مقالتي! - أرسلت لي إحدى القارئات ملاحظة عن بعض المعاهد الطبية التي تعطي الحق للطالبة بإعادة تصحيح ورقتها، ولكن بشرط واحد، وهو دفع 500 ريال غير قابلة للاسترجاع في كل الأحوال، سواء بقيت العلامة القديمة أم تغيرت بعد انعقاد اللجنة بحسب طلب الطالبة. - في حلقة مهمة عن سوء التعامل في بعض دور التأهيل الشامل، ترك بعض المسؤولين من الضيوف المقاطع المؤلمة وتفرغوا للآتي: - بعض الحالات لا ينبغي أن تكون في المراكز! - سبب الكدمات والجروح قد تكون حركه زائدة من النزيل. - الشركة المشغلة هي السبب، فهي التي توفر عمالة غير مدربة. - سنركّب ستائر حتى لا ينكشف النزلاء على عورات غيرهم أثناء تنظيفهم سريرياً. - لماذا تركزون على السلبيات وتتركون الإيجابيات؟ - نحن استطعنا تدريب أكثر من 200 حالة دخلت للمركز وهي في عجز كامل وخرج أصحابها وهم يمشون. يا سادتي نحن نتحدث عن مرضى عاجزين، شاهدنا صوراً مسربة لكيفية إطعامهم، ورأينا صوراً مسربة لكيفية تنظيفهم والتنقل بهم وهم عراة. ياسادتي نحن نتحدث عن حالات وفاة حدثت بالفعل، وتعلمون- كما نعلم- بأن هناك المزيد منها لم يتمكن أحد من تصويرها أو تسريبها. النفي يغضبنا، والتبريرات تصيبنا في مقتل، ضعوا كاميرات في مكاتبكم على مدار الساعة وهذا مطلب ناديت به كثيراً في كل المراكز المغلقة لصعوبة الإثبات، خصوصاً وأن «لاءات» النفي تتصدر قبل أن يتم التحقيق. ثقافة الاحترازات غائبة حتى الآن في مجتمعنا، فلا يمكن أن نطلب من موظف ما أن يراعي الله فيما أوكل إليه فقط، ونتركه من دون رقابة ومن دون سياسة واضحة، فالمسؤول أخطأ لأنه أيضاً لم يراعِ عمله، ولم يمر على النزلاء بصورة فجائية ليعلم الحقيقة ويراها بنفسه على رغم أن المرور المجدول يغيّب الكثير من الحقائق تحت ستار «عندنا ضيوف». نحتاج لآلية جديدة نتعامل بها مع بعض المبلغين، سواءً أكانوا من المكان نفسه أم من خارجه، من دون أن نكشف أسماءهم، ونعرضهم لضغوطات إضافية تجبرهم على «الخرس»! [email protected] s_almashhady@