بودي .. أن نبدأ بإدراج منهج للآداب العامة في مدارسنا بل في روضاتنا ليترعرع الزهور اليانعة على مبادئ وأسس جميلة ومطلوبة أثبتت كثرة المصادمات والتلاسن والتراشق وغيرها أنها ثقافة غائبة نحتاج بشدة إلى إرسائها. دعونا نتجه نحو الملاحظات العامة في الطائرات وفي «السوبر ماركات» وفي الأسواق وفي المدن الترفيهية وفي المدارس وفي الجامعات وفي مواقف السيارات وفي المستشفيات.. دعونا نرصد السلوكيات الظاهرية ونحللها ونضع لها الحلول الناجعة. كم عدد من يحترم أولوية الحضور؟... كم عدد من يستخدم الكلمات اللطيفة مثل «من فضلك» و»لو سمحت» و»بعد إذنك»؟... كم عدد من يقف في الطابور المدرسي في الموعد المحدد من دون صراخ الأستاذ أو الأستاذة ومن دون متابعتهم؟... كم عدد من يجلس في مقعده المحدد له في الطائرة من دون أن يتنقل بين المقاعد ليختار المقعد المريح له من وجهة نظره؟... كم عدد من يحترم سلوكيات الشارع وآدابه؟... كم عدد من لا يبصق فيه أمام العامة؟ كم عدد من يراعي آداب المائدة وسلوكيات الطعام المتضمنة الأكل من دون صوت ومن دون فتح الفم على «البحري» ومن دون التحدث والطعام يتأرجح داخله، وكم عدد من يستخدم ملاعق الغرف ولا يستخدم ملعقته الخاصة في التنقل بين الأطباق من دون أن يشعر بحرج ولا بضيق من يشاهده ويتابعه ويحاول الهروب بأكبر كمية من الطعام قبل أن تطوله ملاعق غير صديقة لا تراعي مشاعر الغير؟! كم عدد من يزورنا ونحن على فراش المرض بعد أن يطلب منّا تحديد الساعة المناسبة للمريض... وكم مدة الزيارة وما شكلها؟! كم عدد من يعتذر عن موعد طبيب أو «كوافيرة» أو حلاق أو مندوب أو كهربائي أو سباك؟ كم عدد من يردُّ على الاتصالات سريعاً وليس بعد أسبوع؟... وكم عدد من يتصل في الأوقات المناسبة دون أن يمد «بوزه» عليك ومنك لعدم الرد رغم أن اتصاله كان قبل منتصف الليل بقليل؟ كم عدد من يذهب للقاء رب العالمين في المساجد وهو في أبهى حلة وأطيب رائحة؟... كم عدد من نتضرر من رائحتهم في الحرم الشريف وكم مرة نضطر إلى أن نغطي أنوفنا ونحن في حضرة الكعبة حتى لا تفسد روائح العرق والبصل ورائحة الملابس المبللة عمرتنا؟ كم عدد الأطفال الذين تتركهم أسرتهم يضايقونك في الطائرة بالصوت والصراخ والبكاء والحركة و»دفدفة» المقعد من دون أن يتحرك الوالدان لا للاعتذار منك ولا حتى لإيقافهم؟! كل ما سبق يتسبب في تشويه مظهرنا العام في مجتمعنا وفي خارج مجتمعنا والفضل ينسب إليه أيضاً في تدمير كثير من العلاقات والبيوت لأن كثيرين لا يعرفون حدودهم ولا يكترثون بالأطراف الأخرى. [email protected] @s_almashhady