فيما يبدأ المصريون في الخارج غداً الاقتراع في جولة إعادة حاسمة لانتخابات الرئاسة التي يتنافس فيها مرشح جماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور محمد مرسي ورئيس الوزراء السابق الفريق أحمد شفيق، تتجه الأنظار إلى مقر أكاديمية الشرطة في ضاحية القاهرةالجديدة لترقب الحكم المنتظر أن تصدره اليوم محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، بحق الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه ومعاونيه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، وذلك بعد فترة مداولة بين أعضاء المحكمة استغرقت قرابة 4 شهور لدرس أوراق القضية التي تصل الأحكام فيها إلى الإعدام. (راجع ص7) وسيكون للحكم على مبارك تأثير مباشر في هذه الانتخابات، إذ أن مصير رموز النظام السابق يُعد نقطة محورية في المنافسة بين مرسي وشفيق، فالأول يعتمد في جانب كبير من دعايته على التخويف من إفلات رموز النظام السابق من العقاب إن تولى شفيق الحكم، ويؤكد أنه سيعيد محاكمة كل رموز النظام بمن فيهم مبارك بعد تقديم السلطة التنفيذية أدلة جديدة في القضية. أما شفيق فقد أكد مراراً أن مصير أقطاب النظام السابق متروك للقضاء وأنه لا يعتزم العفو عن مبارك. ويرى مراقبون أن حكماً مخففاً ضد مبارك سيستغله أنصار مرسي لكسب أصوات المترددين بينه وبين شفيق، أما إن جاء الحكم مشدداً فإنه سيدحض واحدة من أهم ركائز الحملة الانتخابية لمرسي. وإذ سرت تكهنات بإمكان تأجيل النطق بالحكم، فإن مصادر قضائية أكدت أن ذلك الأمر مستبعد. وقالت مصادر مسؤولة ل «الحياة» إن الأجهزة الأمنية اتخذت التدابير اللازمة لتأمين مؤسسات الدولة، مشيرة إلى أنه تم إعداد خطة شاملة بالتنسيق ما بين القوات المسلحة والشرطة المدنية تسمى ب «الانتشار السريع» في حال وجود أي ردود فعل سلبية على الأحكام التي ستصدر من شأنها إثارة الفوضى في البلاد. وتأمل قوى ثورية بأن يكون الإعدام مصير الرئيس السابق ومعاونيه. في غضون ذلك، تنطلق جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة غداً باقتراع المصريين في الخارج، في وقت تعددت فيه الوثائق التي تطلقها القوى والأحزاب السياسية املاً في توقيعها من جانب شفيق أو مرسي للحصول على دعمها في الاقتراع الرئاسي. ولم تستقطب «المليونية» التي دعت إليها حركات شبابية عدة لتطبيق «العزل السياسي» على المرشح شفيق، حشداً قوياً أمس، إذ تجمع عدة آلاف في ميدان التحرير ورفعوا لافتات ورددوا هتافات ضد رئيس الوزراء السابق، فيما أظهرت مشادات بين شباب محسوبين على قوى الثورة وإسلاميين رفض قطاع من شباب الثورة مرشح جماعة «الإخوان» الدكتور مرسي.