تشهد المملكة فجر الأربعاء المقبل عبوراً تاريخياً لكوكب الزهرة أمام قرص الشمس، ولن يتكرر هذا المشهد إلا بعد 105 سنوات، في عام 2117، ومن بعدها بثماني سنوات 2125، ثم ب121 سنة في تاريخ 2247، وهكذا، إذ يتكرر عبور كوكب الزهرة 4 مرات كل 243 سنة، بشكل متقطع، يذكر أن آخر عبور حدث قبل ثماني سنوات في عام 2004. وأوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والمنسق العلمي لجمعية الفلك في القطيف عبد الله العياضي، أن ظاهرة العبور هي مرور جرم سماوي من أمام جرم سماوي آخر أكبر منه بدون أن يستره أو يحجبه، وتشتهر العبورات بكوكبين معيّنين هما الزهرة وعطارد، إلا أن الذي سيعبر قريباً هو كوكب الزهرة، وسيُشاهد في غالبية مناطق العالم وسيكون مرئياً بشكل كامل من أواسط المحيط الهادي، وشرق آسيا، وشرق أستراليا، في حين أنه سيُرى أثناء غروب الشمس من أمريكا الشمالية، والبحر الكاريبي، وشرق المحيط الهادي، وسيُشاهد أثناء العبور أثناء عبور الشمس في الهند، ومنطقة الشرق الأوسط، وشرق أوروبا. وأشار إلى أن العبور سيبدأ في تمام الساعة الواحدة وثماني دقائق صباحاً، وحينها تكون الشمس لم تشرق في المملكة بعد، وسيتضح العبور من شروق الشمس مباشرة، وكلما اتجهنا شرق المملكة كانت الفرصة سانحة لمزيد من الوقت، وستشرق الشمس في المنطقة الشرقية عند الساعة 4:47 صباحاً، وبعدها بدقيقة إذا كانت السماء صافية والشروق في وقته الفعلي سيتضح كوكب الزهرة في قلب الشمس، وسينتهي العبور في تمام الساعة 7:54 صباحاً، وستشهد المملكة الاتصال الثالث والرابع حيث سيكون الاتصال الثالث في تمام الساعة 7:37 صباحاً، وسيكون الاتصال الرابع في تمام الساعة 7:54 صباحاً، وبعد ذلك يكون نهاية العبور، وسيشاهد ككرة سوداء صغيرة جداً بالعين المجردة، ومميزة ورائعة بالمناظير الفليكة. وحذر العياضي، من مشاهدة العبور بالعين المجردة من دون أي وسائل آمنة، حيث أن أشعة الشمس القوية، وكذلك الإشعاعات غير المرئية منها الأشعة تحت الحمراء تضر بشبكية العين (لا سمح الله). وقال من الأفضل والممتع أن ترصد هذه الظاهرة في المخيمات الفلكية التي تعملها عدة جهات بالمنطقة الشرقية، منها مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية بالخبر (سايتك)، وكذلك جمعية الفلك بالقطيف حيث سيكون رصد الجمعية لهذا الحدث على كورنيش القطيف بعد الفجر، وسيتم توفير نظارات خاصة للرؤية السليمة والآمنة، وكذلك يتم مشاهدة العبور عن طريق المناظير المزودة بفلاتر ضوئية، وكذلك عن طريق المناظير الشمسية، وهي مناظير مزودة بفلاتر هيدروجينية تجعلك تندهش حينما ترى الشمس بهذه الشعلة الجميلة. وقال:»هنالك أحداث رئيسة تقع وقت العبور وهي كالتالي: الاتصالات الأربعة، وهي نقاط الاتصال والملامسة بين قرص الكوكب وقرص الشمس، وتختلف أوقات التلامس حسب الموقع من كرة الأرضية نتيجة اختلاف المنظر، وبهذه الاتصالات تم تحديد بُعد الأرض عن الشمس سابقاً قبل الثورة العلمية». وأضاف أن من أهم مميزات هذا العبور ظاهرة تسمى ب «الدمعة الداكنة» وتحدث فقط في الاتصال الثاني والثالث، حيث أمضى العلماء قرابة القرنين من الزمان لتفسير هذه الظاهرة، وهي إلى الآن تثير جدلاً واسعاً، فمن العلماء من قال أن سبب هذه الدمعة هو حيود الضوء داخل المنظار الفلكي، وهذا ناتج عن خلل في المنظار نفسه حيث وجدوا في عبور 2004، لكوكب الزهرة أن بعض المناظير أظهرت «الدمعة» وبعضها لم تظهرها ، ومنهم من قال أن السبب هو اضطرابات في الغلاف الجوي الأرضي ينتج عنه حيود في الضوء، وبعضهم قالوا أنه بسبب الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، ولكن أظهرت الصور الملتقطة لعبور كوكب عطارد عام 1999، أن الدمعة الداكنة قد تكونت وهو الغريب أن الغلاف الجوي لكوكب عطارد لا يكاد يذكر. وتتضح هذه الظاهرة بشكل أفضل بالمنظار البصري، وقال: «لعل عبور الزهرة المقبل يحسم هذه المسألة بشكل أدق». وأشار إلى أن هناك ظاهرة أخرى تحدث أثناء العبور، وهي عبارة عن ظهور قوس رقيق من الضوء على حواف قرص كوكب الزهرة، وتكون هذه الظاهرة قبل الاتصال الثاني أثناء دخول الكوكب داخل قرص الشمس، وكذلك تحدث بعد الاتصال الثالث أثناء خروج الكوكب خارج قرص الشمس ، يُذكر أن السبب لعله انكسارات ضوء الشمس في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة وبالأخص في القطبين، وستتبين هذه الظاهرة في قطب الزهرة الشمالي في هذا العبور بسبب وضع الكوكب أثناء خروجه من القرص في النصف الشمالي من قرص الشمس، وتتضح هذه الظاهرة بشكل أفضل بالمنظار البصري الشمسي.