روبين ريحانا فنتي عمرها 24 سنة، جمالها أخاذ، تلفت الأنظار كلما ظهرت في مكان ما أو تصدرت صورتها غلاف مجلة أو حينما تغني وترقص في شرائط الفيديو. خلال سنوات ست فقط، نجحت ريحانا (وهو اسمها الفني) في تسلق سلم الشهرة على المستوى العالمي، وصارت من أهم نجمات الأغنية الحديثة، على غرار زميلتها الأميركية بيونسي، ولم لا مادونا. وها هي تخوض تجربتها السينمائية الأولى في فيلم مغامرات حربية عنوانه «معركة بحرية». تتمتع ريحانا بحنجرة قوية جعلتها تتخصص في موسيقى ال «بوب» وال «آر أند بي» في شكل جميل مميز أثار انتباه المراهقين بادئ الأمر، ليمتد في ما بعد إلى جيل البالغين، مؤدياً بالفنانة إلى بيع ملايين الأسطوانات، محطمة الأرقام القياسية المعروفة بخصوص المغنيات اللواتي يتخصصن في اللون الموسيقي ذاته. والأغنية الأكثر مبيعاً في العالم بين تسجيلات ريحانا عنوانها «أمبريلا»، وهي احتلت أكثر من عشرة أسابيع متتالية (في العام 2007) المكانة الأولى في مبيعات الأسطوانات في العالم، وهو أمر نادر جداً. ولمناسبة عرض فيلمها الأول «معركة بحرية» في الصالات الباريسية، التقت «الحياة» ريحانا وحاورتها: حدثينا عن تجربتك السينمائية الأولى في فيلم «معركة بحرية». - تلقيت العرض بالمشاركة في هذا الفيلم من الشركة المنتجة، وهي «يونيفرسال»، بالاتفاق مع المخرج بيتر بيرغ. وأعرف أن وكيل أعمالي كان يفتش منذ فترة طويلة عن فرصة قد تسمح لي بالانطلاق في السينما. ويبدو أنه قرأ سيناريو هذا الفيلم واقتنع بمدى صلاحيتي لدور ريكس، المرأة الوحيدة فوق السفينة الحربية، وهي برتبة ضابط مساعد، تشارك في القتال ضد الكائنات القادمة من كوكب آخر لتدمير الأرض. شعرت بالخوف في مواجهة الكاميرا للمرة الأولى، لأن التصوير السينمائي يختلف مهما كان الأمر عن أفلام الفيديو التي تصاحب الأغنيات، لكنني سرعان ما استعدت ثقتي في نفسي، خصوصاً بفضل معاملة المخرج لي، وأيضاً بطل الفيلم ليام نيسون، أحد أكبر النجوم وأكثرهم موهبة حالياً. وأنا في النهاية سعيدة جداً بتجربتي الأولى فوق الشاشة الفضية، وأعتز بهذا الفيلم وأتمنى فعلاً أن يحبه الجمهور العريض، فهو يستحق ذلك بما أنه يتميز بنوعية متفوقة. لقطات خطرة هل لجأت إلى بديلة في اللقطات الخطرة؟ -لا أبداً، وأتباهى بهذا الشيء بطبيعة الحال، فالذي حدث هو قضائي أكثر من شهرين فوق سفينة حربية حقيقية بتصريح من القوات البحرية الأميركية من أجل أن أتعلم كيفية استخدام المدافع المضادة للطائرات، ولأعتاد طريقة التصرف فوق هذه المباني، وكيف يتم التعامل بين البحار والقبطان وكافة الرتب الموجودة فوق السفينة. بعد ذلك طبقت في أثناء التصوير كل ما شاهدته وتعلمته في التدريبات، بما في ذلك إطلاق النار بالمدفع الرشاش وبالمدفع الضخم المضاد للهجمات الجوية، ولم أطلب بديلة اطلاقاً، حتى من أجل القفز وممارسة بعض الحركات الخطرة، فأنا كنت فخورة بفعل كل شيء بنفسي، خصوصاً أن «معركة بحرية» هو عملي الأول كممثلة. وعلى العموم، فأنا رياضية في حياتي اليومية، كما أن الرقص الذي أمارسه في أفلام الفيديو التي تصاحب أغنياتي يساعدني في الحفاظ على مرونة جسدي. ماذا كان رد فعل البحارة فوق السفينة التي استقبلتك من أجل التدريبات؟ - كانوا يعرفونني كمغنية، وعاملوني في شكل أعجز عن وصفه، من حيث الاحترام وبذل الجهود من أجل إرضاء كل طلباتي. هل تنوين الاستمرار في السينما الآن؟ - أتمنى فعلاً الاستمرار في السينما، لأنني واثقة الآن من قدراتي الفنية المتعددة في التمثيل والرقص والغناء، وأود أن يشاركني جمهوري ثقتي في نفسي. أنا أفهم أن شرائط الفيديو الاستعراضية التي أظهر فيها لا تمنح المتفرج فكرة جيدة عني كممثلة وتجعله يركز اهتمامه على صوتي الغنائي، ثم أيضاً على ملامحي أكثر من أي شيء آخر، والدليل على ذلك أن مبيعات أسطواناتي تحطم الأرقام القياسية في العالم. لكن ستغمرني السعادة إذا عرفت أفلامي نجاح أسطواناتي، خصوصاً عقب تجربتي في فيلم قوي مثل «معركة بحرية». أين مسقط رأسك بالتحديد، ومتى بدأت ممارسة فن الغناء نظراً الى حداثة سنك؟ - أنا مولودة في جزر باربادوس (كاراييب) وأحمل الجنسية البريطانية. بدأت أمارس الغناء وأنا بعدُ طفلة. وقد لاحظني المنتج إيفان روجرز وأنا مراهقة في الخامسة عشرة من عمري، فعرض علي تسجيل أسطوانة نالت رواجاً دولياً في شكل سريع، الأمر الذي جعل المنتج نفسه يقترح علي، وخصوصاً على أهلي، أن أسافر إلى الولاياتالمتحدة وأن أستقر في لوس أنجليس بالتحديد تحت إشرافه وبموجب عقد ينص رسمياً على توليه رعايتي وتدبير الحصص الخصوصية لي في كل المواد المدرسية إلى أن أحصل على شهادة البكالوريا. وذلك إضافة إلى تدريبي فنياً وقيامي بتسجيل أغنيات وأفلام فيديو تصاحب الأغنيات. وهذا ما حدث فعلاً، إلا أن والدي لم يتحمل حكاية فراقنا بالمرة ومرض محاولاً نسيان ابنته المفقودة في نظره رغم اقتناع والدتي بأنني موعودة بمستقبل باهر على الصعيد الدولي. عاجزة هل تشاركين في أغنياتك بطريقة تتجاوز مجرد ترديدها، وأقصد كتابة الكلمات والتلحين؟ - نعم طبعاً، فأنا أكتب كلمات أغنيات العدد الأكبر من الألحان الموجودة فوق أسطواناتي، وإذا لم أفعل ذلك شخصياً فإنني أسلم هذه المهمة لأسماء لامعة، مثل الفنان المعروف جي زي. أما التلحين، فهو من اختصاص فئة من الموسيقيين المحترفين، لأنني عاجزة عن القيام بذلك، أو على الأقل لا أتقنه. قيل أن يوم عيد ميلادك صار مناسبة رسمية في بلدك، فما هي صحة هذا الخبر الطريف؟ - لقد فزت حتى الآن بعدد من الجوائز في الولاياتالمتحدة وفي أوروبا ثم في جزر باربادوس، مسقط رأسي، وتبعاً لذلك تقرر فعلاً تحويل يوم عيد ميلادي وهو 21 شباط (فبراير) إلى عيد وطني رسمي، كوني الفنانة الأولى في التاريخ التي ترفع راية باربادوس بهذا الشكل على مستوى العالم، وأنا أتباهى بطبيعة الحال بهذا الشيء، خصوصاً أن والدي شفي من مرضه إثر نجاحي الدولي وصار يؤمن بي وبموهبتي ويفتخر بي أينما تواجد. من أنت بالتحديد من حيث الشخصية؟ - أصف نفسي بأنني فضولية دائماً تجاه كل ما قد يدفع بي إلى أمام. هل أنت فخورة بمشوارك الفني حتى الآن؟ - نعم، لكنني فخورة إلى أبعد حد بفيلمي السينمائي الأول «معركة بحرية»، فهو مثل أي شيء يحدث للمرة الأولى في حياة المرء، يحتل مكانة خاصة في قلبي. ما نوع الأفلام التي تحبينها كمتفرجة؟ - أفلام المغامرات في أشكالها وألوانها، خصوصاً إذا تميزت بنوعية متفوقة، مثل «معركة بحرية». من هي الفنانة التي تستوحين منها في الغناء والتمثيل إذا وجدت؟ - النجمة الاستعراضية السينمائية والمسرحية الراحلة دوروثي داندريدج. ما الذي يعجبك فيها بالتحديد؟ - كونها أول مغنية وممثلة زنجية اعترفت بها هوليوود. هل صحيح أنك تهتمين بجمعية خيرية؟ - لقد أسست جمعية خيرية لرعاية الأطفال المرضى في العالم اسمها «بيليف»، بهدف منح الفرصة بقدر المستطاع لكل الأطفال المرضى، أو على الأقل للعدد الاكبر منهم في الدول النامية، بالحصول على العلاج الذي قد يساعدهم في الشفاء.