وصف رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية العامة (شاباك) يورام كوهين الفترة الحالية التي يعيشها الشرق الأوسط ب «عدم اليقين بشيء، مع بروز أنماط جديدة للإرهاب» مضيفاً أنها «فترة من البركان المتفجر». وقال إن جهازه يكرس جهوداً خاصة في مجال تطوير «القدرات السيبرانية» (ضد الفيروس الالكتروني). و «كشف» أن جهازه أحبط العام الماضي «في اللحظة الأخيرة» محاولة فلسطينية لخطف جنود إسرائيليين. وقال كوهين، أثناء استعراضه مجمل الأوضاع على الساحتين الفلسطينية والدولية أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس، «إننا في الشرق الأوسط نعيش فترة من عدم اليقين بشيء، إنها فترة يمكن وصفها بالبركان المتفجر الذي يهدد بمواصلة الانفجار في المستقبل». وأضاف: «منذ فترة تتسم منطقة الشرق الأوسط بانعدام الأمن والحُكم المركزي وتعاظم الأصولية الإسلامية وتهريب الوسائل القتالية، وكل هذه أنماط جديدة للإرهاب». وتابع أن «المنظمات الارهابية» باتت تطور قدرات صاروخية تضاهي قدرات دول في هذا المجال، «ولدى حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله ترسانة هائلة من الصواريخ بحجم ترسانة دول... لدى حماس نحو 8 آلاف صاروخ يراوح مداها بين 3 و40 كيلومتراً، وثمة إشاعات عن وجود بعض الصواريخ ذات مدى أبعد». وتطرق إلى تعاظم قدرات «الجهاد الإسلامي» العسكرية «بفضل تلقي عناصره تدريبات على يد خبراء ربما من جهات ايرانية أيضاً». وقال إن ليبيا غدت، من ناحية تهريب الأسلحة «باباً جديداً لجهنم»، وأنه «في غزة تتطور صناعات أمنية حقيقية، بما في ذلك إنتاج قذائف صاروخية قادرة على بلوغ منطقة تل أبيب». وتابع كوهين أن العام الأخير شهد ارتفاعاً في تنفيذ عمليات مسلحة من دون اللجوء إلى «وسائل قتالية ساخنة»، وأن أكثر من 50 في المئة من العمليات الإرهابية في الضفة الغربية نفذتها «حماس» وأنه تم اعتقال أفراد 28 خلية لتنفيذ عمليات اختطاف، 18 منها تابعة للبنى التحتية للحركة. وزاد: «في السنة الأخيرة اعتقلنا الفي ناشط إرهابي بينهم نحو مئتين باعتقال إداري (من دون محاكمة)». ووصف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية بالجيد، «لكنه يتأثر بالأجواء في الشارع والإعلام والرأي العام والوضع الاقتصادي». وأضاف الجهات الأمنية في السلطة «التي تتحرك ضد قواعد الإرهاب تعمل أساساً على التهدئة والتحذير لكنها في شكل عام لا تعتقل أو تقدم للمحاكمة». وأضاف، أن هذه الجهات تتحرك كما ينبغي «عندما نوجه تبليغاً محدداً عن عملية وشيكة فتعمل على منعها لإدراكها أن ذلك في مصلحتها». ورأى رئيس «شاباك» أن رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) استئناف المفاوضات مع إسرائيل وتوجهه الى مؤسسات الأممالمتحدة لنيل اعتراف بدولة فلسطينية «تسببا في أذية للسلطة الفلسطينية أكثر من المنفعة». وأن «ابو مازن» يدرك اليوم قدرته المحدودة على العودة إلى قطاع غزة «لأن المصالحة تبدو بعيدة اليوم عن تحقيقها». وتطرق كوهين إلى الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين وحرقهم مساجد في الأراضي الفلسطينية المحتلة بقوله إن هذه الأفعال تلحق الضرر السياسي والأمني البالغ بإسرائيل، متوعداً بأن يعمل جهازه ما في وسعه ضد المعتدين لوقف هذه الأفعال. وزاد ان العام الأخير شهد تسريعاً ملحوظاً في محاولات التحرك ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في أرجاء العالم، «تقودها ايران»، وأنه لم ينشر سوى عن بعضها في وسائل الإعلام، «والاستخبارات الإسرائيلية نجحت في رصد غالبية هذه الفعاليات وعملنا على تشويشها والمس بالخلايا التنظيمية». وتابع كوهين ان جهازه يعمل منذ العام 2004 على مواجهة هجمات الكترونية محتملة (فيروس) على منشآت إسرائيلية حيوية «ولم يعد سراً أن العالم موجود منذ سنوات في سباق تسلح حقيقي في مجال السايبر وكل دولة تحاول الحصول على قدرات في هذا المجال»... وأضاف أن المسؤولية عن تأمين وحماية البنى التحتية الأكثر أهمية في إسرائيل مثل المياه والكهرباء والمصارف مناطة بجهازه.