لن يخوض العداء الاثيوبي هايلة جبريسيلاسي منافسات دورة لندن الأولمبية، لكنه لن يغيب عن المشاركة في الألعاب بعدما أختير ليكون مستشاراً تقنياً في فريق التعليق الخاص بمسابقات ألعاب القوى إلى جانب نجم المسافات المتوسطة السابق البريطاني ستيف كرام. سيكون جبريسيلاسي وآخرين في الفريق الإعلامي لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، كما سيخوض «معنوياً» الألعاب من خلال مشاركته في حمل الشعلة الأولمبية لمسافة 300 م يوم 16 حزيران (يونيو) المقبل. لذا، أعلن أخيراً أنه يجري تدريبات لتحسين سرعته في الجري! وطبعاً ذلك من باب الدعابة. وغياب جبريسيلاسي «الأسطورة» حامل ذهبية سباق ال10 آلاف م في دورتي أتلانتا 1996 وسيدني 2000، مرده إلى إخفاقه في تحقيق مركز أو زمن متقدّم لمسافتي الماراثون وال10 آلاف م. فخلال آذار (مارس) الماضي، سجل جبريسيلاسي (39 سنة) في ماراثون طوكيو زمناً مقداره 2,8,17 ساعة، في مقابل تحقيق خمسة من مواطنيه من دون ال2،5 ساعة. كما حلّ سابعاً في سباق ال10 آلاف م ضمن لقاء هنغيلو الهولندي الدولي الأحد الماضي. وبالتالي، انتهى حلم العداء الأثيوبي الفذ، صاحب 27 رقماً عالمياً، في خوض مشاركة أولمبية خامسة. لكن «على رغم هذه النهاية التي تفضي إلى الاعتزال يتمنى كل رياضي أن تكون مسيرته حافلة بالانجازات على غرار جبريسيلاسي» كما علّق كرام على استبعاد زميله في «بي بي سي» من المنتخب الأثيوبي لألعاب القوى. في السنوات الأخيرة، بات جبريسيلاسي يعطي أولوية لأعماله على حساب التدريب الكثيف. وهو رجل أعمال ناجح، ويحضر منذ شهور لإطلاق مشروع عقاري في حي جديد جنوبأديس أبابا مساحته 40 ألف متر مربع وغالبيته شقق سكنية، ويموّل قسمه الأكبر. وكشف «الأسطورة» أنه سيترشح للانتخابات النيابية المقبلة في بلاده في غضون ثلاث سنوات (مدة الولاية البرلمانية في أثيوبيا 5 سنوات)، ليخطو أولى خطواته في حقل السياسة، مؤكداً العمل في تفعيل البرامج التربوية، خصوصاً في الأرياف، إذ تكثر المواهب ولا تلقى عناية، ويوضح: «تصوروا أن مئة تلميذ يدرسون في 3 كتب». ويضيف: «يمكن عمل الكثير وقد لمست ما يحتاجونه من خلال الأنشطة التي أتولاها في هذه المناطق». ومن أغلى ذكريات جبريسيلاسي خلال مسيرته الذهبية، فوز بسباق ال10 آلاف متر في أتلانتا وسيدني، خصوصاً أن المنافسة في سباق عام 2000 كان صعبة، «وقد تفوقت على الكيني بول تيرغات بفارق 9 في المئة من الثانية، وأصبحنا بعدها أصدقاء»، وتحطيمه الرقم العالمي ل10 آلاف م في هنغيلو عام 1998 (26,22,75د) والرقم العالمي للماراثون في برلين 2008 ( 2,3,59س) فكان أول كسر حاجز ال2،4 ساعة. كما لا ينسى جبريسيلاسي فوزه في في سباقي ال1500م وال3 آلاف م في بطولة العالم للقاعات في مايباشي، خصوصاً أنه لم يكن مخططاً خوضه ال1500م.