بغداد - أ ف ب - توفيت سيدة الغناء العراقي الفنانة مائدة نزهت، في العاصمة الاردنية عمّان عن عمر ناهز ال75. وتعد الفنانة المولودة في بغداد من ألمع الفنانات العراقيات، ذاع صيتها مطلع خمسينات القرن الماضي واشتهرت أغانيها بالحس الإنساني والعاطفي الممزوج بالأمل، فكانت نصوصها الغنائية تعتبر من روائع الغناء العراقي على امتداد أكثر من نصف قرن. وكانت نزهت، التي اشتهرت بهذا الاسم فيما اسمها الحقيقي مائدة جاسم محمود، من اوائل الفنانين العراقيين الذين تقدموا للغناء في دائرة الإذاعة والتلفزيون عندما افتتحت عام 1956، ثم تركت الغناء سنوات قليلة، لتعود استجابة لرغبة كبار الموسيقيين العراقيين آنذاك. وعملت الراحلة مع ألمع الملحنين والموسيقيين العراقيين، ومن بينهم الموسيقار والملحن العراقي طالب القره غولي، المقيم الآن في السويد بسبب المرض، وأحمد الخليل، وكوكب حمزة وآخرون. وثمة أغان كثيرة لمائدة نزهت لا تزال راسخة في الذاكرة العراقية بفضل حلاوتها وإنسانيتها، ومنها «اسألوه لا تسألوني» و «لا يا هوى» و «نسمات بلادي عطر الفجر» و «كل ما أمر على الدرب»، إضافة الى عشرات الأغاني التي لمعت في سماء الزمن الجميل للفن العراقي. كما اشتهرت نزهت في دول المنطقة، خصوصاً أنها زارت الكويت مرات عدة وسجلت هناك أغاني كثيرة مع نجوم الطرب الكويتي، فزادت هذه التجربة نضج مسيرتها الفنية. وزارت أيضاً الاتحاد السوفياتي، وبقيت في موسكو فترة. اعتزلت نزهت الغناء في الثمانينات، وحاولت سحب كل اشرطتها الغنائية من المكتبة الصوتية والصورية لدائرة الاذاعة والتلفزيون لأنها اتجهت الى التدين وارتدت الحجاب، لكنها لم تفلح. ثم غادرت إلى عمّان لتعيش هناك مع ابنتها.