أ ف ب - على جبل من النفايات، يرتاح رجل تحت مظلة قديمة، قبل أن يعاود الفرز في مكب غراماشو على ضفاف خليج ريو، وهو أكبر مكب للنفايات في أميركا اللاتينية وكان يُرمى فيه 8 آلاف طن من النفايات في اليوم الواحد، كما يعتاش منه 20 ألف شخص، غير أن الحكومة قررت إغلاقه قبل مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة المعروف باسم «ريو + 20». وقبل الإغلاق، احتشد نحو ألفي «كاتادوريس»، وهو الاسم الذي يطلق في البرازيل على الأشخاص الذين يفرزون النفايات القابلة لإعادة التدوير ويبيعونها، لمطالبة السلطات البلدية بالتعويض عليهم، فحصلوا في نهاية المطاف على علاوة مقدارها 7500 دولار. لكن هذا الحل لم يرض جميع «الكاتادوريس»، ويتساءل الكثيرون عن مصير مئات العائلات في البلدة المحاذية لمكب غراماتشو حيث تعيش 20 ألف نسمة، بعد إنفاق هذه العلاوات. وتقول آنا كارلا نيستالدو (32 سنة) التي أمضت في البلدة نصف حياتها: «ماذا سيحل بهذه العائلات؟ علاوة بقيمة 7500 دولار لا تعني الكثير لمن عمل طوال حياته». وفي منزلها الواقع في حي مكب النفايات، تلفازان ومايكروويف وجهاز لمشاهدة أقراص الفيديو الرقمية، وهي تتباهى بالخواتم وحاملات الصور التي صنعتها من النفايات. وتضيف: «ربّيت أطفالي من الأموال التي جنيتها من النفايات، ولم يعُزهم شيء». وأفادت السلطات البلدية بأن الفرز اليدوي للنفايات درّ العام الماضي 12 مليون دولار. وعلى رغم الأخطار الناجمة عن النفايات السامة، مثل الميثان المتأتي من تحلل المواد والأمراض ذات الصلة، يشكل العمل في المكب الخيار الأفضل المتاح أمام كثيرين. ويخبر الشاب إفرتون: «نتقاضى أجراً يومياً يناهز 45 دولاراً، وهو أفضل من الأجور التي تدفع لموظفين في المدينة»، مضيفاً: «أنا مستعد لأن أنفق نصف هذه التعويضات على دراستي»، علماً أن الحد الأدنى للأجور في البرازيل هو 622 ريالاً شهرياً (306 دولارات). وستنقل النفايات التي كانت ترمى في غراماتشو إلى مكب آخر تديره شركة خاصة. وستتولى شركة أخرى استغلال غاز الميثان في غراماتشو، ويُتوقع أن تدرّ عليها هذه الأعمال 232 مليون دولار، من أرصدة الكربون، في 15 سنة، وفق بلدية ريو.