رويترز - ارتبطت الحافلات ذات الطابقين في الأذهان كثيرا بميدان الطرف الأغر في لندن إلا أنها وصلت إلى بغداد في أحدث إشارة إلى أن العاصمة العراقية في طريقها للانتعاش بعد سنوات الحرب والعقوبات.وكانت الحافلات الحمراء ذات الطابقين في العراق تشاهد في أيام حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل الغزو الأميركي عام 2003 لكنها اختفت ولم تعد تستخدم بعدما انتشرت أعمال النهب والعنف الطائفي والهجمات في بغداد في أوج الحرب. ومازالت الفوضى تنتشر في بغداد حيث تسير الحركة المرورية وسط شوارع يملأها الركام وعبر نقاط تفتيش أمنية تحمي المجمعات الحكومية إلا أن الحافلات الجديدة المكيفة تمثل راحة لسكان العاصمة الذين عانوا طويلا. وقال باسل هاشم وهو مدرس لغة عربية ركب إحدى هذه الحافلات في وسط بغداد "اختفت بعد الاحتلال لكنه أمر جيد أن نراها تعود.. يجلب الأمر شعورا بأن بغداد ليست مثل أي عاصمة أخرى."وتقول وزارة النقل العراقية إن 60 حافلة جديدة ذات طابقين مصنوعة في الأردن ستبدأ في العمل هذا الأسبوع في خطوط تابعة للحكومة. ويصل سعر التذكرة في هذه الحافلة إلى 500 دينار عراقي (40 سنتا أميركيا) وهو نصف السعر الذي يدفعه الراكب في سيارات الأجرة المكدسة والمتهالكة. وبعد تسع سنوات من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة وأطاح بصدام مازالت الفوضى منتشرة في بغداد. ويعتمد سكان العاصمة على مولدات كهرباء لتعويضهم عن خدمة كهرباء غير مستقرة كما تتداعى البنية التحتية في بغداد ولا يزال العنف يمثل خطرا دائما ولدى الحكومة العراقية خطط طموحة لمشروعات كبيرة مثل القطار فائق السرعة وخط لقطارات الانفاق لكن وفي مدينة مثل بغداد يتفشى فيها الفساد ويستغرق شق طريق واحد سنوات ينظر كثير من العراقيين إلى هذه الخطط بعين الريبة. ومع انحسار الهجمات والتفجيرات تعود بغداد رويدا رويدا إلى الحياة. ويزدهر بيع طبق سمك المسقوف العراقي في العطلات الاسبوعية في شارع أبو نواس المطل على نهر دجلة ببغداد وفي الملاعب والمطاعم. وبدأ مسؤولون في المدينة في إزالة الكثير من الحوائط المرتفعة التي كانت تمنع من الانفجارات.وتعرضت الحافلات القديمة ذات الطابقين في بغداد للسرقة أو سقطت فريسة لصيانة رديئة بينما كانت المدينة تكافح العنف الذي اندلع بعد الغزو. وألقي أكثر من 300 حافلة قديمة في فناء للخردة بشمال بغداد.