انتخب محمد العربي ولد خليفة من حزب «جبهة التحرير الوطني» رئيساً للبرلمان الجزائري الجديد بغالبية ساحقة، بعدما اختاره الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بصفته رئيساً شرفياً لحزب الغالبية. ويفتح تنصيب ولد خليفة الباب لمغادرة محتملة للوزير الأول أحمد أويحيى بعد أن ضمنت منطقة القبائل تمثيلها في أعلى هرم السلطة، احتكاماً لمنطق «التوازنات الجهوية». وصوت نواب «جبهة التحرير» و «التجمع الوطني الديموقراطي» لمصلحة ولد خليفة الذي ترشح وحيداً في جلسة افتتاح البرلمان التي جرت أول من أمس. ولم يصوت نواب «تكتل الجزائر الخضراء» الإسلامي وغادروا القاعة، كما قاطع التصويت نواب «حزب العمال». وامتنع عن التصويت فيها نواب «جبهة القوى الاشتراكية» الذين طالبوا بمراجعة النظام الداخلي للبرلمان قبل انتخاب رئيس المجلس. وولد خليفة (74 سنة) هو الرئيس السابق للمجلس الأعلى للغة العربية ومتصدر قائمة «جبهة التحرير» في الجزائر العاصمة وتولى مناصب وزارية عدة منها منصب كاتب دولة مكلف بالثقافة والفنون الشعبية (1980-1982) وكاتب دولة للتعليم الثانوي والتقني (1982- 1984) في حكومة محمد بن أحمد عبدالغاني، كما شغل منصب عضو اللجنة التنفيذية ل «جبهة التحرير» بين 2005 و2010. ويعرف عنه أنه من المدافعين عن اللغة العربية ويرى أن اللغة الفرنسية لا بد من توظيفها فقط «خدمة للمصلحة الوطنية». ويعد ولد خليفة الشخصية السابعة التي تترأس المجلس الشعبي الوطني منذ انتخابات عام 1977، بعد رابح بطاط وعبدالعزيز بلخادم وعبدالقادر بن صالح وكريم يونس وعمار سعيداني وعبدالعزيز زياري. ويعتقد أن بوتفليقة على بعد ساعات من كشف تشكيلة الحكومة الجديدة. وتحاول «جبهة التحرير» السعي نحو أحزاب جديدة قد تشرك في الحكومة المقبلة. ورجحت مصادر دخول رئيس «الحركة الشعبية الجزائرية» عمارة بن يونس (حاز سبعة مقاعد)، وأيضاً قيادات في «التحالف الوطني الجمهوري» الذي يقوده بلقاسم ساحلي (حاز ثلاثة مقاعد). وقررت «حركة مجتمع السلم» الخروج من الحكومة نهائياً ورفضت المشاركة في الجهاز التنفيذي الجديد المترتب عن حسابات التشريعيات الأخيرة التي حازت فيها «جبهة التحرير» غالبية مطلقة، لكن الحركة أبقت على مشاركتها في البرلمان ضمن تكتل «الجزائر الخضراء». ودفع قرار الخروج من الحكومة السلطة إلى البحث عن بدائل لإتمام حلقة «التوازنات» بين التيارين الوطني والإسلامي. لكن القرار يبدو أنه لا يلقى إجماعاً كافياً داخل الحركة. ويبرز وزير الأشغال العمومية عمار غول في صدارة المعارضين له، وهو مرشح لأن ينشق عن صفوف حزبه بعدما وقف موقف المتفرج من نواب حزبه في افتتاح الدورة البرلمانية وهم يرفعون شعارات «لا للتزوير» أثناء مناداة الأعضاء الجدد. ويتوقع أعضاء في الحزب أن ينهج غول سلوك خليدة تومي وزيرة الثقافة قبل عشر سنوات لما قرر سعيد سعدي رئيس حزبها السابق «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» الخروج من حكومة ائتلافية شكلها بوتفليقة في الأشهر الأولى من حكمه. وتردد أن النائب أسماء بن قادة طليقة الداعية الإسلامي البارز يوسف القرضاوي، مرشحة بقوة لدخول الحكومة باسم «جبهة التحرير» التي ترشحت على قائمتها في العاصمة.