لم تنفع النتائج التي حققها حزب جبهة التحرير الوطني في الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس الماضي وحاز فيها على 220 مقعداً في البرلمان الجزائري الجديد، في «إسكات» صوت خصوم الأمين العام للجبهة عبدالعزيز بلخادم. فقد دخل عبدالعزيز زياري، رئيس البرلمان المنتهية عهدته، خط الداعين إلى رحيله، معتبراً أن فوز الجبهة في الانتخابات لا يعود الفضل فيه إلى بلخادم بل إلى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة «الرئيس الشرفي» لجبهة التحرير. وينوي خصوم بلخادم ضُمن ما يعرف ب «حركة التقويم والتأصيل» العودة مجدداً إلى حركة الاحتجاجات التي تطالب بإقالته، وهم يزعمون أنه يرتّب أوراق ترشّحه للانتخابات الرئاسية المقبلة منذ الآن خلفاً للرئيس بوتفليقة. وقال بلخادم الجمعة بعد إعلان فوز حزبه في الانتخابات إن «النتائج رد على الذين قالوا إن القوائم التي دخلنا بها التشريعيات هي قوائم بلخادم وليس قوائم جبهة التحرير الوطني». لكن عبدالكريم عبادة، المنسّق العام ل «التقويمية»، قال في تصريح إلى «الحياة» إن النتائج التي حققتها جبهة التحرير «الفضل فيها للرئيس بوتفليقة»، في إشارة إلى خطاب ألقاه رئيس الجمهورية قبل يومين من الانتخابات وقال فيه إن «انتمائي الحزبي (لجبهة التحرير) معروف ولا غبار عليه». وكشف عبادة عن تجديد الدعوة إلى عقد دورة طارئة للجنة المركزية لجبهة التحرير بجدول أعمال وحيد هو «سحب الثقة من الأمين العام». وقالت مصادر حزبية إن بلخادم «المنتشي» بالنصر الذي حققته الجبهة في الانتخابات تحت قيادته، سيدعو إلى دورة طارئة للجنة المركزية قريباً. وسيهدف هذا الاجتماع على ما يبدو إلى بت الخلافات بين بلخادم وخصومه. وكان لافتاً في هذا الإطار خروج رئيس البرلمان المنتهية عهدته عبدالعزيز زياري عن صمته في خلافه مع بلخادم. إذ قال في تصريحات نُشرت له أمس إن «النتائج التي حصل عليها الحزب هي نتائج الرئيس بوتفليقة ولا فضل لبلخادم أو لغيره في النتيجة المحققة». وتابع: «على رغم ما يقال عن تجذّر الحزب في أوساط الجزائريين فيجب أن نعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله». ويكون زياري قد انتظر حتى نهاية التشريعيات للجهر بخصومته مع بلخادم الذي لم يشمله في قوائم مرشحي الحزب في الانتخابات. ولا يبدو أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، الضلع الأهم في «تكتل الجزائر الخضراء» الإسلامي الذي حل ثالثاً في انتخابات البرلمان، في وضع جيّد داخل حزبه الذي تروج في كواليسه أنباء عن تململ ومساع لإطاحته. ويتردد أن في حركة مجتمع السلم تيار يميل إلى الانتقال إلى صفوف المعارضة (تيار عبدالرزاق مقري)، في مقابل تيار آخر يقوده عمار غول الذي قاد قائمة «التكتل» في العاصمة، ويتبنى فكرة البقاء في الحكومة. وغول اسم مطروح لخلافة سلطاني في حال أطيح من رئاسة حركة مجتمع السلم (حمس). وحمّل «تكتل الجزائر الخضراء» الذي يضم حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح، الرئيس بوتفليقة مسؤولية ما اعتبره «الفشل في تنظيم انتخابات حرة وشفافة وذات صدقية».