أكد الفنان المصري محمد رياض أن اختياره لتجسيد شخصية الإمام الغزالي هدفها إظهار الجانب الإنساني والحياة العلمية التي أثراها هذا الإمام العالم في ظل النزاعات والخلافات للسيطرة على الحكم ومحاولته وأد الفتنه التي انتشرت في ذاك الوقت. وأوضح ل «الحياة» أن أحداث المسلسل الذي كتبه محمد السيد عيد ويخرجه إبراهيم الشوادي تدور في ثلاثين حلقة تبدأ من مولد الغزالي ونشأته حتى وفاته عن عمر يناهز 55 سنة زاخرة بالأحداث ونزاعات الفرق الدينية وتناحرها باسم الإسلام والدين على كرسي الحكم والسلطة، فكان له دور في وأد هذه الفتنة من خلال دراسته لعلم الكلام والتوحيد والفقه الشافعي، ما أثرى المكتبة الإسلامية. وأكد أنه لم يجد صعوبات في تجسيد هذه الشخصية لأنه معجب بالغزالي وعلى دراية بشخصيته منذ سنوات طويلة، من هنا عندما بدأ التحضير للمسلسل عمد الى تنشيط ذاكرته من خلال جلسات العمل مع الكاتب محمد السيد عيد والمخرج إبراهيم الشوادي، كما استعان بالسيرة الذاتية التي كتبها الإمام عن نفسه في كتابه «المنقذ من الضلال». ووصف رياض ما حدث أخيراً من محاولة اعتداء على فريق تصوير المسلسل قائلاً: «ما تعرضنا له أثناء التصوير في الفيوم كان أمراً صعباً بكل المقاييس، فطاقم العمل تعرض إلى هجوم من مجموعة من الخارجين على القانون هددوه بالأسلحة لترك كل الأجهزة والمعدات وإخلاء المنطقة، لكنّ القدر لعب دوراً في إنقاذهم، اذ كنت انتهيت من تصوير مشاهدي وانتقلت إلى الفندق، عندما اتصل بي أحد منفذي الإنتاج وكان يبعد خطوات قليلة عن مكان التصوير ولم يلاحظه أحد فاستغاث بي، واتصلت على الفور بالشرطة التي استجابت خلال دقائق معدودة وداهمت المكان في منطقة وادي الحيتان وقبضت على أحدهم فيما فر الباقون». وعن سر اختيار جهة الإنتاج لهذه المنطقة بالتحديد للتصوير، أوضح رياض أن عدداً كبيراً من مشاهد المسلسل تدور في الأماكن الصحراوية، «وهذه المنطقة تتمتع بكل المواصفات لإعطاء الصدقية للمشاهد». ولم ينف ان هناك محاولة لاستبدال هذه الأماكن بأخرى شبيهه حتى الانتهاء من التصوير في أقرب وقت ممكن، ولحين إيجادها سيصوّرون المشاهد الداخلية في الحي الإسلامي في مدينة الإنتاج الإعلامي وساحة قلعة محمد علي. ورأى أن التنافس بين نجوم دراما رمضان في مصلحة المشاهد، وتمنى أن يأخذ كل عمل حقه في العرض الرمضاني خصوصاً مسلسل «الإمام الغزالي» لأنه «يعد العمل الديني والتاريخي الوحيد على شاشة العرض». وتطرق رياض إلى دخوله تجربة الإنتاج الفني التي يراها بعضهم خطوة محفوفة بالأخطار، وقال: «حسابات الفنان الذي يرتدي ثوب المنتج تركز دائماً على النواحي الفنية المتمثلة في القيمة والمضمون وهو ما سبقنا اليه كبار النجوم مثل ماري كوين وآسيا. لكنّ الوضع الحالي لا يبشر بالخير في ظل المتغيرات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد ولن أغامر وأجازف بخوض تجارب إنتاجية خاصة لحين استقرار الأوضاع في مصر».