يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم كلاً من الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس وزراء بريطانيا غوردون براون، على هامش قمة دول مجموعة العشرين التي تبدأ في لندن اليوم. وكان الملك عبدالله حضر مساء امس حفلة الاستقبال التي اقامتها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية للزعماء المشاركين في القمة، كما حضر في وقت لاحق مأدبة العشاء التي اقامها براون للقادة في مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينغ ستريت. والملك عبدالله هو الزعيم العربي الوحيد الذي يشارك في القمة التي تستهدف وضع حلول للأزمة المالية العالمية من خلال تحرك دولي مشترك، يقوم على اصلاح النظام المالي ووضع معايير رقابية اكثر صرامة على المؤسسات المالية. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على الموقف السعودي في القمة أن المملكة تدعم تشديد نظم المراقبة على صناديق التحوط وغيرها من الآليات المالية. وقالت المصادر إن موقف الرياض يقضي بمواجهة اجراءات الحماية والأحادية، خصوصاً أن السعودية انضمت إلى منظمة التجارة الدولية. وأضافت أنه ينبغي ازالة الحواجز أمام التجارة بحيث تستمر عجلة الاقتصاد العالمي في الدوران. واشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اقترحا على السعودية زيادة مساهماتها في صندوق النقد الدولي الى 90 بليون دولار، لكن المملكة لم توافق، واشترطت ان تسبق ذلك اجراءات محددة، تشمل اعادة توزيع الحصص في الصندوق وفرض مزيد من الرقابة والشفافية على انشطة صناديق التحوط وتمثيل أفضل للدول الاعضاء. على صعيد آخر، عقدت امس لقاءات ثنائية عدة بين القادة المشاركين، كان اهمها الاجتماع بين اوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف حيث قررا خلالها اطلاق عملية تطبيع العلاقات بين البلدين و «فتح صفحة جديدة» إثر «انحرافها عن الخط الصحيح» على خلفية خطط واشنطن لنشر «درع صاروخية» في شرق أوروبا وفي أعقاب الحرب الروسية - الجورجية في آب (أغسطس) الماضي. (راجع ص 10) لقاء اوباما وميدفيديف، وهو الأول بينهما منذ انتخاب الرئيس الأميركي، اختُتم بإعلان بدء التفاوض على معاهدة جديدة لخفض الأسلحة النووية، تكون بديلاً عن «معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية» (ستارت - 1) التي ينتهي العمل بها في 5 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وشابت المفاوضات حولها خلافات في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وعلى رغم ان اللقاء لم يبدد التباينات، فإن الرئيسين أفادا في بيان مشترك صدر بعد الاجتماع انهما مستعدان «لتخطي ذهنيات الحرب الباردة وصوغ بداية جديدة في العلاقات»، تشمل «العمل في شكل ثنائي وفي منتديات دولية لحل النزاعات الإقليمية»، على رغم إشارة الرئيس الأميركي الى وجود «خلافات حقيقية جداً» بين البلدين. وأوضح أوباما انه سيزور روسيا في تموز (يوليو) المقبل، تلبية لدعوة من ميدفيديف. ودعا الرئيسان إيران الى تنفيذ قرارات مجلس الأمن، كما كررا «التزامهما السعي الى حل شامل» للملف النووي الإيراني، بما في ذلك عبر «ديبلوماسية مباشرة».